24akhbar
| | إعادة تأهيل الشعب المصري | |
ستون عاما تقريبا مرت علي ثورة يوليو عام 1952 حين قام مجموعة من الضباط - الذين اطلقوا علي نفسهم الضباط الاحرار - بالانقلاب علي الملك فاروق وطالبوه بالتنحي ونقل السلطة لإبنه الامير أحمد فؤاد, ولم تكن الثورة في بدايتها تهدف إلي التحول بالنظام الملكي إلي نظام جمهوري, ولكن كان هدف الضباط هو تغيير قيادة الجيش, وعندما تأخر تلبية الطلب زاد سقف الطلبات, وتحولت الحركة من مطالب محدودة إلي ثورة بمباركة الشعب المصري, وعندما توسد العسكر الحكم قاموا بإلغاء الدستور والاحزاب, وتحولت مصر من ملكية دستورية إلي جمهورية دكتاتورية الحكم فيها لمجلس قيادة الثورة وإستمر هذا الوضع لفترة مؤقتة إلي أن إستطاع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الانفراد بالحكم, ولم يتحول العسكر من الملكية إلي الجمهورية كي يقيموا ببناء حياة ديمقراطية سليمة كما زعموا والتخلص من الاقطاع والقضاء علي الفساد ولكنهم حادوا عن الاهداف النبيلة والشعارات البراقة التي رفعوها, ومنذ هذا الوقت وحتي التورة المجيدة التي لا يوجد لها في التاريج مثيلا والتي قام بها الشعب المصري في الخامس والعشرين من يناير هذه الثورة التي ابهرت دول العالم اجمع من أقصاه إلي أدناه وألهمت الامريكان كما قال الرئيس الامريكي اوباما, منذ ثورة يوليو وحتي ثورة يناير استطاع الحكام بداية من جمال عبدالناصر ومرورا بالسادات ووصولا إلي الرئيس المخلوع حسني مبارك, استطاعوا جميعا وبجدارة منقطعة النظير وبمنهجية يحسدوا عليها أن يتحولوا بالشعب المصري من شعب صحيح إلي شعب كسيح, ويتسببوا له في أمراض اجتماعية خطيرة اصبحنا نعاني منها وسنظل نعاني منها لفترة من الزمن لا يعلم مداها إلا الله, وزادت حدة الامراض في العشرين سنة الاخيرة بصورة خطيرة, وهذه الامراض التي لا تخفي علي أحد تتمثل في تغييب الوعي, و الخوف من بطش الحاكم, ذلك المرض الذي كسروا حاجزه الشباب المصري في ثورتنا رائعة الحسن والبهاء, ولكنه لا يزال يعشش في مخيلة الكثير من البسطاء, ومن الامراض التي تسببوا فيها ايضا مرض اللامبالاه الذي غرسوه في وجدان الغالبية العظمي من أبناء الشعب المصري, فأصبح لسان حال الناس انه لا يوجد فائدة فعزفوا عن المشاركة في كافة الانتخابات بدءا من انتخابات النقابات والاندية والمجالس المحلية ووصولا بالانتخابات النيابية والرئاسية, فكثيرا ما كنا نسمع "انهم سيزورا الانتخابات" فأصبح الشعب لا يشارك في إختيار من يمثله, واصبحت الجكومات المتتالية تقوم بهذا الدور نيابة عنهم في إختيار رجالها, وساهم الحكام في زيادة معدلات النفاق والتملق والتسلق لاصحاب السلطة الذين اصبحوا يملكون الهبات والمنح والعطايا والتي يمنون بها علي من يشاءوا من اصحاب الحظوة والذين يملكون مهارات النفاق ويتمتعون بمواهب التملق والتسلق, وتسببت الديكتاتورية والقمع والقهر وغياب العدالة الاجتماعية وتفشي الفساد في زيادة الضغوط النفسية علي شرائح كبيرة من المجتمع المصري فإدي ذلك إلي زيادة عدد المرضى النفسيين المحتاجين إلي رعاية خاصة ليصل إلي 19% كما يقول الدكتور ناصر لوزة كما يؤكد الدكتور أحمد عكاشة أن عدد مرضي الإكتئاب يصل إلي 40% من مجمل الشعب المصرى.و هناك بيانات أخري تسجل بأنه يوجد نسبة 17% من المصريين مصابون بالقلق المرضى, و وفقاً لتصريحات رسمية أخري فإن نسبة 76 % من الشعب المصري أو أكثر مصاب بأمراض نفسية مؤثرة صحياً و إنتاجياً و سلوكياً . علي الرغم من أن الثورة أعادت لنا القدرة علي الحلم من جديد إلا اننا مازلنا في حاجة ماسة إلي جهود كافة علماء الاجتماع وعلماء الصحة النفسية كي يقوموا بجهد خارق وبسرعة في وضع البرامج والآليات المناسبة للعمل علي التخلص من الآثار المدمرة والامراض المزمنةالتي تسبب فيها النظام السابق والعمل علي إعادة التأهيل النفسى والذهني لمعظم افراد الشعب المصري كي نعيد بناء الوطن من جديد ليصبح كما نحلم به ونرضاه. Dewidar5@hotmail.com | |
|