التقت صحيفة لوموند الفرنسية الطبيبة آن تاتلاين -وهي من طاقم أطباء بلا حدود الثمانية العاملين في مدينة بنغازي الليبية التي وصلوها يوم 24 فبراير/شباط- وسألتها عن وضع الخدمات الصحية في المدينة والمخاوف من حدوث أزمة غذاء في الشرق الليبي، التي عبرت عنها منظمات إغاثة عاملة في ليبيا.
لوموند: ما هو وضع الخدمات الصحية في بنغازي؟
آن تاتلاين: قدمنا مساعدتنا لستة مستشفيات في المدينة وضواحيها. ومن المؤكد أننا لا نعمل في صحراء، مدينة بنغازي مجهزة تجهيزا جيدا، ومزودة بغرف عمليات، ووحدات العناية المركزة، وأجهزة مراقبة العلامات الحيوية، وأنظمة التهوية التي تعمل بشكل جيد.
إنها ليست حالة من الفوضى، وحتى عندما يقل مستوى التجهيز عند الابتعاد عن مدينة بنغازي، فإن الوضع يظل لا بأس به.
الفرق الطبية في كل مكان مؤهلة بشكل جيد. المشكلة هي في نقص طواقم المستشفيات. الكثير من الممرضين والممرضات الهنود والفلبينيون غادروا ليبيا عند اندلاع الأزمة، وحل محلهم طلاب، الخدمات مرتبة بشكل عام.
اللجنة الدولية للصليب الأحمر موجودة أيضا، وكذلك الأطباء والممرضون الذين أتوا من مصر وجلبوا معهم العقاقير لمساعدة جيرانهم.
لوموند: هل تستوعب المستشفيات حاجات السكان؟
آن تاتلاين: لقد واجه الأطباء تدفقا هائلا للجرحى ما بين 17 و21 فبراير/شباط. هناك أشخاص قتلوا رميا بالرصاص وأشخاص بجروح مفتوحة وحالات أخرى. لقد واجهت الخدمات الطبية ضغوطا هائلة، ولا يزال هناك مرضى في انتظار عمليات جراحية تجرى لهم. كما تتعين على المستشفيات مراقبة الحالات التي هي في طور الشفاء، إلا أن المرحلة الصعبة قد انقضت بسلام.
وأكثر ما تحتاجه المستشفيات هو الأدوية وعقارات التخدير، ولذلك جئنا وبرفقتنا 10 أطنان من المعدات والأدوية. قدم فريقنا تبرعات تتألف من عقاقير تخدير وأدوات إسعافات أولية، ونتوقع وصول 21 طنا أخرى في الأيام القليلة المقبلة. كما لدى أطباء بلا حدود فريق آخر يعمل على الحدود التونسية/الليبية.
لوموند: تحدث ناشطو الإغاثة الإنسانية قبل أيام عن وجود مخاطر من حدوث أزمة غذاء في الشرق الليبي في الأسابيع القادمة، هل يمكن القول إن الأزمة قد ضربت بنغازي فعلا؟
آن تاتلاين: لم يمض على وجودنا وقت طويل، ولكن يمكنني القول إننا لم نر شيئا كهذا حتى الآن. محلات بيع الأغذية مفتوحة وتبيع جميع أنواع الأطعمة مثل الفواكه
والألبان وغيرها. لم أر الناس يتزاحمون على مخازن الأغذية لشراء حاجياتهم.
الناس يميلون إلى الهدوء. هناك نوع نادر من التضامن والشعور بالحرية في المدينة. هناك بلدة قرب الميناء حيث يجتمع الناس عادة لمناقشة أمورهم ومساعدة بعضهم بعضا، رأيت هناك الطعام يوزع مجانا. الناس يستقبلوننا بترحاب أينما حللنا.