أكد العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن دعوات المصريين ودموع اليتامى والثكالى والأرامل ضحايا الاعتداءات على المتظاهرين ستلاحق مبارك وتصيبه في عقر داره، وقال موجهًا حديثه لمبارك: "حرام عليك أن تقتل شعبك إذا كنت راعيًا ومفروض عليك أن تحميه".
وتابع القرضاوي في لقاء على فضائية (الجزيرة): "فَعَلها مبارك وبدأ بذبح شعبه، وتسليط بعضه على بعض، مثلما فعل فرعون موسى، ونضح إناءه بكلِّ شر ونجاسة".
وطالب جموع الشعب المصري إلى الزحف بكثافة وفي مجموعات إلى ميدان التحرير لمناصرة شباب المتظاهرين واصطحاب كل ما يستطيعون من إسعافات وطعام وشراب، والوقوف بجانبهم ضد الاعتداءات الوحشية التي يرتكبها أتباع النظام ضدهم.
وأضاف القرضاوي: "كنت متابعًا لمظاهرات هؤلاء الشباب الأحرار الأطهار الشرفاء بكلِّ فخر واعتزاز، وشهدت على أنهم كانوا على مستوى من المروءة والأخلاق بحيث لم يرتكبوا شيئًا خاطئًا، فقط أرادوا أن يرفعوا أصواتهم ويحتجوا على المظالم التي تمت منذ 30 عامًا، ولم يعتدوا على أحد أو ملك عام أو خاص".
وأعرب عن أسفه من موقف شيخ الأزهر الذي أدان المتظاهرين ولم يوجه كلمة واحدة ضد المعتدين، مشيرًا إلى أنه خاطبه أكثر من مرَّة وطالبه بأن يقف بجوار المتظاهرين الشرفاء، "لكنه للأسف أدان المتظاهرين".
ودعا القرضاوي كل علماء ومشايخ الأزهر والأئمة إلى النزول للشارع بعمائمهم وحثِّ المواطنين على الذهاب إلى ميدان التحرير، وأن يجعلوا من الجمعة القادمة يوم زحف نحو الميدان؛ للوقوف بجوار الصامدين هناك.
ووجه رسالة إلى المتظاهرين المرابطين بميدان التحرير قائلاً: "أشد على أياديهم، وأقول بارك الله فيكم، استمروا واثبتوا فإما أن تعيشوا كرماء أو تموتوا شهداء".
وفي رسالته إلى القوات المسلحة قال القرضاوي: "عهدنا بالجيش المصري أنه سند للشعب ودرعه وفخره، وكم سررنا بتقديره لمطالب الشعب المشروعة، ولكنه يجب أن يكمل هذا الموقف ولا يترك أبناء البلد يُقتلون".
وأضاف القرضاوي: "أستبشر خيرًا بأن هذه الدماء التي سالت لن تذهب هباء، ولا يمكن أن يضيع الله دماء الشباب الذين خرجوا محتسبين ومضحين بأنفسهم".
وتابع: "كان يمكن لمبارك أن يتفهم ويستمع ويقترب من الشباب لكنه سد أذنًا من طين وأخرى من عجين، فمثله قلوبهم عمياء لا تبصر صماء لا تسمع غبية لا تفهم، إلا أن عادة الله أنه يمهل الظالمين ولا يهملهم، فالله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته".
ودعا العلامة القرضاوي الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة وكل مؤسسات العالم إلى التدخل من أجل رفع الظلم عن المتظاهرين الشرفاء، وألا يتركوهم فريسة للبغي والعدوان.
وطالب القوى السياسية على اختلاف توجهاتها وانتماءاتها بأن يقفوا صفًا واحدًا لحماية الشباب "الذين أصبحوا هم السادة بدمائهم وليس بكلامهم"، وألا يختلفوا ويضيعوا جهاد الشباب في الميدان.
وأكد أن انتصار الشعب المصري في تلك المواجهات هو أن يرحل مبارك ونظامه وفلسفته، بعد أن أخّر مصر سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، وأصبح 40% من شعب مصر الغنية الخصبة تحت خط الفقر.
واختتم العلامة القرضاوي حديثه بدعاء أن ينزل الله انتقامه وغضبه على الظالمين، وينصر المستضعفين، مؤكدًا أن الدعاء سلاح فعال من أسلحة المؤمنين يتعبدون به إلى الله تعالى خاصة في أوقات الشدائد والكربات.