أعلنت صحيفة اليوم السابع المصرية المملوكة لنجل صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى ورئيس المجلس الأعلى للصحافة والمقربة من الدوائر الكنسية وأقباط المهجر ورجال أعمال أقباط ، عن تبنيها ما وصفته بـ"وثيقة لتجديد الخطاب الديني الإسلامي" والتي تتضمن بنودًا تبيح الربا والعلمانية والاختلاط.
ونشرت الصحيفة في عددها الأسبوعي ما أسمته "أول وثيقة لتجديد الخطاب الدينى الإسلامي"، والتي ضمنتها "مجموعة من المقترحات والبنود التى قالت الجريدة إنها سوف تعرضها على عدد من العلماء والدعاة الإسلاميين لبدء مسيرة تجديد هذا الخطاب لمواجهة التطرف والتشدد، والعودة للاعتدال، والسير على منهاج النبى الكريم وصحبه رضوان الله عليهم" على حد قول الصحيفة.
وقد كانت الجريدة "اليوم السابع" قد صرحت بالفعل أن هذه الوثيقة قد صدرت عن هؤلاء قبل أن تتراجع لتقول إنها ستعرضها عليهم ولم يوقعوا بعد عليها؛ حيث أشارت إلى أنه تم استطلاع آراء مجموعة من العلماء من مختلف التيارات الإسلامية فى بنود الوثيقة، لإبداء الرأى حولها، ولم توزع مكتوبة بعد على هؤلاء العلماء لتعديلها أو الحذف أو الإضافة عليها، ولذلك هى لا تنسب لأحد منهم، جماعة أو منفردين، وأن هذه البنود ما زالت مجرد مشروع مقترح من "اليوم السابع" للعرض على هؤلاء العلماء وغيرهم من القامات الفكرية الإسلامية".
وتابعت تقول: "فمن رأى منهم التوقيع عليها بالكامل سيكون منسوبا إليه، ومن رأى التحفظ أو استبعاد مادة سيكون مسئولاً عن هذه المواد التى قام باختيارها وارتضاها دون غيرها من المواد".
ورغم أن الصحيفة أكدت أنها استطلعت آراء "مجموعة من العلماء من مختلف التيارات الإسلامية" حول وثيقتها، إلا أنها لم تسمِّ أحدًا من هؤلاء العلماء. وإنما أوردت قائمة بأسماء من ستقوم بعرض الوثيقة عليهم لإبداء رأيهم فيها.
وأكدت "اليوم السابع" أنها ستطرح "هذه البنود للنقاش العام، ثم سنقوم بتحرير البنود فى شكلها النهائى، وعرضها على العلماء والدعاة، آملين من الله أن تصل لصياغة متقنة تتواصل مع الثوابت الإسلامية، وتمثل انطلاقة لمنهجية هذه الأمة، وتحرر الخطاب الدينى من الجمود لإعلاء راية الإسلام، والتأكيد على مناخ التعايش الذى أرساه النبى محمد صلى الله عليه وسلم" على حد قولها.
بنود الوثيقة:
ونورد هنا مختصرًا لهذه الوثيقة كما نشرتها الصحيفة المذكورة:
1- إعادة تنقية وتحقيق كتب الحديث الشريف وكتب التفسير
( ولم تستثن الصحيفة الصحيحين مما أجمعت الأمة على صحتهما،وهو ما يعني إمكانية التلاعب فيهما أيضًا و في تحديد مقاصد النصوص الشرعية).
2- ضبط المصطلحات السياسية المتعلقة بالدين مثل الجزية والخلافة
(وهي خطوة يترتب عليها العبث و القضاء على العديد من المصطلحات الشرعية الأصيلة والأحكام الثابتة في الشريعة الإسلامية).
3- إيجاد صيغة جديدة لمفهوم الاختلاط وعلاقة الرجل بالمرأة فى الإسلام!!
4- ضبط الرؤية الإسلامية للمرأة وتوفيق أوضاع قوانين الأحوال الشخصية!!
5- الإسلام دين الإبداع.. دين الجمال لا القبح.. والرحمة لا الغلظة
(وهي مقولة قد تستهدف في حقيقتها التصدي للعديد من النصوص الشرعية تحت ذريعة أنها لا تتوافق مع الذوق والجمال).
6- ضبط مفهوم الجهاد فى الإسلام وصياغة أحكامه وشرائعه
7- صد هجمات تدين الظاهر والطقوس الغريبة القادمة من دول الجوار
(وهو ما يعني محاربة العديد من الشعائر الإسلامية الظاهرة)
8- الفصل بين الدين والدولة
(بمعنى إقرار مبدأ العلمانية)
9- تنقية التراث السلفى والقضاء على ما به من خرافات واجتراء على الدين
(وهو ما يتضمن الاستخفاف بميراث الصحابة والتابعين وسلف الأمة الصالحين).
10- الإعداد الجيد للدعاة وفتح الباب لغير الدارسين بالأزهر وفق شروط محددة!!
11- صياغة الفضائل المشتركة بين الأديان السماوية وإثبات أساسها الواحد!!
12- تصفية العادات الخاطئة وترشيد الاقتباس من العادات الغربية!!
13- صياغة العلاقة بين أتباع الديانات من خلال المدرسة والمسجد والكنيسة
14- إعادة تقديم السيرة النبوية للغرب بصورة مختلفة!!
15- عدم تنفير الناس من النظم الاقتصادية بتحريم التعامل مع البنوك
(يتضمن إشارة واضحة إلى إباحة الربا الذي حرمه الله).
16- الاعتراف بحق المرأة فى رئاسة الجمهورية وقيادة الأمة!!
17- محاربة دعاوى المذهبية لأن راية الإسلام واحدة!
18- الدعوة إلى الله بالمعروف والحكمة لا بالترهيب والتفجير
19- تطوير التعليم الأزهرى وحماية المساجد من الدخلاء
20- الاعتراف بحق "المسيحي" فى المناصب الهامة ورئاسة الجمهورية
(ومعروف أن أكثر من 95% من سكان مصر مسلمون)
21- فصل الخطاب الدينى عن السلطة وإعادة ربطه بحاجات المجتمع وتغيراته
(ما يعني ترسيخ مبدأ العلمانية)
22- ربط الدعوة بالتكنولوجيا الحديثة والفضائيات وسوق الكاسيت الإسلامى
وسردت الصحيفة عقب ذلك قائمة بأسماء بعض الدعاة التي تعتزم عرض الوثيقة عليهم لإبداء رأيهم فيها. وقد ورد بها بعض الأسماء التي يرى مراقبون أن تدعو للاستغراب من أمثال "جمال البنا" المعروف بآرائه الشاذة، وآمنة نصير المعروفة على شاشات الفضائيات بعدائها للنقاب وتجرؤها على الإفتاء.
رفض واسع للوثيقة من قراء "اليوم السابع":
وقد قوبلت هذه الوثيقة برفض واسع من قبل قراء "اليوم السابع" نفسها، فتساءل أحدهم : "وأين أنتم يا علماءنا من تحكيم شريعة الله؟"، مؤكدًا أن "البيان دعوة صريحة إلى إسلام علماني .. فقط لا غير".
وكتب آخر تحت عنوان "وثيقة استسلام جديدة" يقول:
"مع تقديري واحترامي للموقعين على الوثيقة إلا أنها تتضمن الكثير من الامور الغريبة والمعلومة من الدين بالضرورة كما تضمن الخطاب تهجم غير عادل على تيار بالاسم والوصف تمثل في التيار السلفي دون ابراز المثالب المرصودة عليه سوى اظهار علامات التدين وارتداء الجلباب و(وعجبي)هل القميص والبنطلون والكرفته من ملابس اهل مصر وهل حين ارتدى الشيخ خالد والشيخ مبروك الجلباب كان عن غير قناعه هل وصل تفكيرنا الى هذا الحد من السذاجه تراث السلف موجود امام الجميع وكتبهم مطروحة واضحة للنقاش فدعو الجلباب والنقاب وناقشو في الاصول وهل الحضرات والبخور والتمايل في الموالد من اصول الدين ام انها فوق النقاش ثم تجد في الوثيقه اطراق واستسلام غريب ينافي عزة المسلم وانفته ثم الاشارة الخجوله لايران الداعمة لبث الفرقة عبر التمذهب والتمترس خلف المالا لمذهبي والتقاعس الدعوي ثم الطامة الكبرى في عدم الاشارة من قريب او بعيد للهجوم السافر على الدين من قبل البعض من ابناء جلدتنا ومن غيرهم . عموما امل ارسال صورة من الوثيقة الى الكونجرس الامريكي ليتم ضمها مع وثيقة الاستقلال كداعد جديد على انتصارها على الاسلام وانهزامية بعض ابنائه".
وتساءل ثالث: "إن كان هذا كلام من تسموهم بعلماء المسلمين فكيف يكون كلام العلمانيين والقوميين والملاحدة؟!!! نعوذ بالله من الضلالة".
وتحت عنوان "تناقض الوثيقة"، كتب أحد القراء يقول: "يوجد تناقض واضح فى الوثيقة فبند يطالب بفصل الدين عن الدولة وبند أخر يطالب بجواز تولى المرأة وغير المسلم الحكم وهذا تدخل فى السياسة
وبند يطالب بتنقية الأحاديث وتصنيفها رغم أن جميع الأحاديث مصنفة لدرجة صحتها طبقا لعلم الحديث وهو من أشد العلوم احترافا وتوثيقا. تنص الوثيقة على محاربة التدين الظاهرى ..كما أطلقوا عليه ولماذا لا يكون التدين باطنا وظاهرا .. التناقضات كثيرة وأتحدى أن يكون متفقا عليها كل من وردت صورتهم بالخبر".
واقترح قارئ آخر تغيير اسم الوثيقة إلى "أول وثيقة لعلمنة الخطاب الديني"، وقال: "أشك أن يشارك علماء و دعاة أفاضل أمثال الدكتور نصر فريد واصل و الدكتور صفوت حجازي في مثل هذه المهزلة. و بإذن الله سينقلب السحر على الساحر و سيرد الله كيدهم في نحورهم هؤلاء العلمانيين الذين أصبحوا في غيظ شديد من إنتشار الصحوة الإسلامية و تكاثر أعداد الملتزمين, لأن هذه الصحوة هي وعد الله و لن يتمكنوا من إيقافها و لو جمعوا لها الجيوش و لن تتمكن الأيادي مهما تكاثرت من حجب شعاع الشمس. و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين".
وكان الموقع الإلكتروني لصحيفة "اليوم السابع" قد اضطر لوقف نشر رواية مسيئة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم. وقام الكاتب تحت وطأة رغبة الملايين من المسلمين- بتغيير عنوانها المسيء إلى آخر يتناسب مع المشاعر الإسلامية، ومع قداسة النبى الكريم.
وتلقى الموقع رسائل تحذر من إمكانية استغلال عنوان الرواية بشكل سيئ، وكان من أبرز المنتقدين الشيخ أبو إسحاق الحوينى الذي شن هجومًا على الكاتب والرواية كان سببًا في إيقاظ الرأي العام الإسلامي ضد الصحيفة وأدى في الأخير إلى تراجعها عن نشر الرواية.
ولجأت "اليوم السابع" إبان أزمة هذه الرواية المسيئة إلى الداعية الإسلامي الشيخ محمد حسان من أجل محاولة امتصاص الغضب الشعبي العارم جراء التفكير في عرض تلك الرواية التي تنال من النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
لكن الصحيفة -حسبما لاحظ مراقبون- لم تورد اسم الشيخ محمد حسان ضمن قائمة الدعاة التي تعتزم عرض الوثيقة عليهم، وذلك رغم أن موقع الصحيفة عادة ما يفرد مساحة للشيخ من أجل التعليق على بعض القضايا والأحداث الجارية.