لأول مرة: العلم الفلسطينى يرفرف فى واشنطن
رفع العلم الفلسطيني رسميا، لأول مرة، على الأراضي الأمريكية، بحضور ممثلين عن وزارة الخارجية الأمريكية، في وقت تعالت فيه أصوات نافذة داخل الكونجرس تعبيرًا عن اعتراضها على هذه الخطوة الرمزية، والتي جاءت بعد اعتراف عدد من الدول بالدولة الفلسطينية المستقلة.
فقد رفع الفلسطينيون الثلاثاء العلم الفلسطيني لاول مرة على مبنى ممثلية منظمة التحرير في واشنطن، وذلك في احتفال قام خلاله السفير الفلسطيني لدى الولايات المتحدة رشيد عريقات برفع العلم على شرفة فوق مدخل المكتب.
وقال إن "هذا العلم يرمز إلى نضال الشعب الفلسطيني للاستقلال، وهو أيضا رسالة واضحة بأنّ الشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية لاعبان مركزيان في معادلة الشرق الأوسط، ومن دونهما لن يكون هناك سلام وأمن واستقرار في المنطقة".
وأعرب عريقات عن أمله بأن تساعد هذه الخطوة في السعي لكسب التأييد الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وقال في كلمة "هذا يوم تاريخي وفخر كبير سوف أتذكر هذه اللحظة بقية حياتي".
وقال الناطق باسم الحكومة الفلسطيينة غسان الخطيب قوله إن "هذه الخطوة تأتي بعد بضعة شهور من قرار أمريكي بالموافقة على رفع مستوى التمثيل الفلسطيني في واشنطن".
وأضاف في تصريح لوكالة "معًا"، إن رفع العلم فوق مبنى ممثلية المنظمة في واشنطن تمثل خطوة مشابهة للخطوات التي اتخذتها دول أمريكا وأوروبا للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
غير أن الخطوة أثارت في المقابل داخل الكونجرس. وقالت رئيسة لجنة الشئون الخارجية إلينانا روس ليتينن في بيان إن "رفع هذا العلم في واشنطن جزء من مخطط القيادة الفلسطينية للتلاعب بالقبول الدولي والاعتراف الدبلوماسي بدولة فلسطينية لم تتأسس بعد في الوقت الذي ترفض فيه التفاوض بشكل مباشر مع إسرائيل أو قبول وجود إسرائيل كدولة ديموقراطية ويهودية".
واعتبرت أن "تحرك القيادة الفلسطينية المستمر لكسب الاعتراف من الحكومات الأجنبية، ودفعها إلى إدانة إسرائيل في الأمم المتحدة جزء من استراتيجية تستهدف استخراج التنازلات من دون أن تكون ملزمة بالوفاء بالالتزامات الدولية"، وفق ما نقلت وكالة "هلا فلسطين".
وكان 36 من أعضاء من مجلس النواب، من بينهم ليتينن، وجهوا في 9 أغسطس الماضي رسالة إلى وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، مطالبين بإعادة النظر بقرار الإدارة في الصيف الماضي إعطاء امتيازات رمزية لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.
ويأتي رفع العلم الفلسطيني في واشنطن وسط موجة اعترافات دولية كبيرة بالدولة الفلسطينية لجهة الاستقلال ونيل الحقوق، لكن مصادر أمريكية قالت إن السماح برفع علم فلسطيني لا يغير من الوضعية القانونية لمكتب منظمة التحرير، الذي يبقى من دون امتيازات دبلوماسية أو حصانة.
وجاءت الخطوة بعد أن سارعت عدد من دول أمريكا الجنوبية خلال الفاترة الأخيرة إلى الاعتراف بهذه الدولة داخل حدود الأراضي المحتلة في عام 1967. وفي وقت سابق قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الذي التقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في أريحا الثلاثاء إن بلاده لا تزال ملتزمة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في عام 1988 ولن تغير موقفها.