أنباءعن انسحاب "حزب الله" وحلفائه من الحكومة اللبنانية
تتجه الأوضاع في لبنان إلى التأزم مع اتجاه قوى المعارضة إلى الانسحاب من الحكومة، في أعقاب فشل المبادرة السورية السعودية في التوصل إلى اتفاق للحد من التوتر السياسي، وتجنب حدوث "فتنة" في حال صدر قرار من المحكمة الدولية التي تنظر قضية مقتل رئيس وزراء لبنان الأسبق
رفيق الحريري لـ "
حزب الله" بالتورط في اغتياله.
ونقلت وكالة "
رويترز" عن مصدر سياسي كبير، إن وزراء "
حزب الله" وحلفاءهم السياسيين سيستقيلون الأربعاء، في خطوة ستؤدي إلى إسقاط حكومة رئيس الوزراء سعد الحريري. وبحسب المصدر الذي لم تكشف الوكالة عن اسمه، فإن خطاب الاستقالة جاهز وسيعلن الساعة الرابعة والنصف عصرا بالتوقيت المحلي. وقال إن 11 وزيرا سيستقيلون وهو عدد كاف لإسقاط الحكومة.
وكان وزراء المعارضة بدأوا في وقت سابق الأربعاء اجتماعًا فى مقر رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، فى حضور كل من وزراء "
حزب الله" و"التيار الوطنى الحر" وحركة "
أمل" وتيار "المردة" وحزب "الطاشناق"، بالإضافة إلى رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية والمعاون السياسى لرئيس مجلس النواب نبيه برى النائب على حسن خليل والمعاون السياسى للأمين العام لـ"
حزب الله" حسين الخليل والأمين العام لحزب "الطاشناق" هوفيك مخيتاريان.
ونقل تليفزيون "الجديد" اللبناني نقل عن وزراء من المعارضة تهديدهم بالانسحاب من الحكومة اللبنانية ما لم يستجب رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان لمطلب المعارضة بسحب القضاة اللبنانيين من المحكمة الدولية وإيقاف عملها قبل صدور القرار الاتهامى.
ومن المتوقع أن يصدر عن الاجتماع بيان من المرجح أن يتضمن الإعلان عن انسحاب الوزراء من الحكومة، وهو ما يؤشر إلى دخول البلاد في أزمة جديدة.
ومنذ يوليو الماضي عملت السعودية وسوريا من أجل تخفيف التوترات الناشئة بسبب المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري عام 2005 والتي شلت عمل الحكومة في لبنان وأحيت المخاوف من اندلاع صراع طائفي مجددا.
لكنه وبعد شهور من من المحاولات لتفادي الدخول في أزمة جديدة أعلن ساسة لبنانيون الثلاثاء أن المبادرة السورية السعودية فشلت في التوصل إلى اتفاق للحد من التوتر السياسي في لبنان.
وقال الزعيم المسيحي ميشال عون وهو حليف "
حزب الله" للصحفيين "نشكر جلالة الملك (السعودي عبد الله) على الجهود التي بذلها كذلك نشكر الرئيس بشار الأسد بالرغم من أن هذه المبادرة انتهت من دون نتيجة".
ونقلت وكالة "
رويترز" عن مصدر سياسي بارز في المعارضة بعد اجتماع مسئولين من "
حزب الله" وحركة "
أمل" الشيعيين وحلفائهما المسيحيين مع الرئيس ميشال سليمان "أبلغنا فخامة الرئيس بأننا نريد عقد جلسة طارئة لمجلس الوزراء لاتخاذ قرار بوقف تمويل المحكمة وسحب القضاة اللبنانيين وإلغاء مذكرة التفاهم مع المحكمة."
واضاف المصدر "في حال انعقاد الجلسة وعدم اتخاذ هذه القرارات أو عدم انعقادها أصلا فنحن سننسحب من الحكومة."
وعبر وزير "
حزب الله" في الحكومة محمد فنيش عقب اجتماع لوزراء المعارضة عن الأسف لوصول المسعى السعودي السوري إلى طريق مسدود "بسبب الضغوطات الأمريكية وعدم قدرة الفريق الآخر على تجاوزها".
وقال "حرصا منا على عدم ترك البلد فيما يتعرض له من تعطيل بادرنا كفريق سياسي لعقد الاجتماعات مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ونسعى معه لعقد جلسة لمجلس الوزراء لكي يتم تحمل المسئولية تجاه التطورات لا سيما تجاه المحكمة الدولية والقرار الظني." وأشار فنيش الى ان فريقه بانتظار جواب الرئيس سليمان حتى يوم الأربعاء.
وألقى فنيش اللوم على الولايات المتحدة في عرقلة مساعي الرياض ودمشق لايجاد حل، وقال إنه جرت جهود عربية أتاحت للبنانيين الفرصة للعمل بشكل إيجابي وأن هذه الجهود لم تنجح بسبب التدخل الأمريكي.
يتزامن ذلك مع إجراء رئيس الوزراء اللبناني
سعد الحريري سلسلة اجتماعات في الولايات المتحدة منذ عدة أيام مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله ووزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون والامين العام للامم المتحدة بان كي مون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
وتوقع دبلوماسيون توجيه اتهامات لأعضاء في "
حزب الله" الذي يشارك بوزراء في حكومة الحريري. ومن المتوقع أن ترسل هذا الشهر لائحة الاتهام إلى قاضي المحكمة الذي سيبت في أمر القضية.
وقال محللون إنه إذا وجهت المحكمة اتهامات بالفعل لأعضاء في "
حزب الله" فقد ينسحب من الحكومة هو وحلفاء له من الشيعة والمسيحيين بغرض إسقاطها. وقد تنهار الحكومة إذا استقال وزراء المعارضة العشرة بالإضافة الى وزير الدولة عدنان السيد حسين المؤيد للرئيس ميشال سليمان.
وكان رئيس الحكومة
سعد الحريري صرح في مقابلة صحفية قبل أيام أن التفاهم السعودي السوري "ناجز وينتظر التنفيذ" لكنه أصر على ان "حزب الله" وحلفاءه عليهم اتخاذ الخطوة الأولى.
وقال النائب الشيعي في كتلة "تيار المستقبل" برئاسة الحريري عقاب صقر " ما زلنا نعول على الجهد العربي بدعم الحلول اللبنانية وما زلنا ننتظر من أصحاب المبادرة الإعلان عما وصلت إليه الامور وكلنا أمل أن نصل إلى الحلول التي ترضي الجميع."
وأضاف "أن مساعي حل الأزمة التي يقودها الرئيس الحريري ستتواصل مع رئيس الجمهورية".