أيادي غير مصرية وقوى خارجية تقف وراء الحادث"إسرائيل داخل قفص الإتهام"
وصفت جماعة الإخوان المسلمين
لتفجير الذي حدث أمام كنيسة القديسين في الإسكندريةبالجريمة الشنعاء التي لا يقرها دين ولا أخلاق، واعتبرت أنها تأتي في إطار مخطط لتمزيق النسيج الوطني بمصر وزرع الفتنة الطائفية فيها.
وقال المتحدث الرسمي باسم الجماعة الدكتور عصام العريان للجزيرة نت إن أيادي غير مصرية وقوى خارجية تقف وراء الحادث الذي اعتبر أنه جاء في "مناخ من الظلم والاستبداد والفساد".
استخفاف أمني
وانتقد العريان بشدة انشغال الأمن المصري بتأمين "مظلة الحكم بدلا من تأمين المجتمع خاصة الكنائس، بعد التهديدات التي أطلقها تنظيم القاعدة للمسحيين والكنائس في مصر".
وأضاف لقد "أخطأ المسؤولون عندما تعاملوا باستخفاف واستهتار مع هذه التهديدات"، رافضا تبرير الاعتداء بما يقال عن احتجاز الكنيسة لقبطيات أسلمن.
وقال العريان "لا شيء في العالم يبرر هذا التفجير الإجرامي"، لكنه أكد أن على "القيادات الدينية في الأزهر والكنيسة العمل بحكمة لنزع فتيل المشاكل التي تقع بين المسلمين والأقباط".
وحول توقعه للتعامل الأمني مع القوى الإسلامية -خاصة الإخوان المسلمين- بعد تكرار الحوادث الطائفية، شدد العريان على أن "التيار الإسلامي المعتدل -الذي يمثله الإخوان والدعاة الجدد- هو صمام أمن المجتمع الذي يواجه التيارات المنحرفة والمتطرفة بلغة إسلامية عاقلة".
وذكَر بأن الإخوان "حذروا من العوامل التي تدفع المجتمع للتفتت، خاصة الفساد والاستبداد والبطالة وتزوير الانتخابات، والتضييق على التيار الإسلامي المعتدل".
ورفض المتحدث باسم الإخوان نفي مسؤولية الاعتداء عن القاعدة أو إسرائيل، مؤكدا أن "العدو الصهيوني يسعى لاستغلال وتوظيف مناخ الكراهية للأميركيين في ضرب الوحدة الوطنية في أكثر من بلد عربي".
"
ممدوح إسماعيل:
كافة القوى الإسلامية وغير الإسلامية ترفض الحادث، وترفض استهداف دور العبادة وترويع المواطنين
"
بصمات إسرائيلية
وأدانت الجماعة الإسلامية الحادث، واعتبرت -في بيان ورد في موقعها الإلكتروني- أنه عمل إجرامي بشع يخالف تعاليم الإسلام وكافة الأديان السماوية والأعراف الإنسانية.
وقال محامي الجماعات الإسلامية ممدوح إسماعيل للجزيرة نت إن كافة القوى الإسلامية وغير الإسلامية ترفض الحادث، وترفض استهداف دور العبادة وترويع المواطنين، منتقدا في الوقت نفسه سرعة توجيه الاتهامات لإسلاميين "في الداخل أو الخارج".
وقال إن من الخطأ التوقف عند تهديد القاعدة للكنائس المصرية فقط، وترك التحليلات الأخرى التي تؤكد ضلوع إسرائيل في ظاهرة الاحتقان الطائفي.
وأشار إلى أن التحقيقات التي نشرتها الصحف المصرية في قضية الجاسوس المصري الذي جنده الموساد، كشفت عن محاولات قامت بها إسرائيل لزرع عملائها في جماعات إسلامية واستخدامهم لاحقا في أعمال طائفية، مضيفا أن إسرائيل تسعى لاستغلال مناخ الاحتقان الطائفي وكذلك السياسي في مصر بعد الانتخابات البرلمانية وما جرى فيها من تزوير غير مسبوق.
وحمل المحامي الإسلامي قيادات الكنيسة وأجهزة الدولة المسؤولية عن تصاعد الاحتقان الطائفي، وقال إن الكنيسة حاولت استغلال المناخ الحالي للحصول على مكانة أكبر، بينما عجزت الدولة عن تطبيق القانون على ملفات عديدة تتعلق بالمسيحيين، واكتفت بمواءمات سياسية استفزت مشاعر المسلمين وجعلتهم يشعرون بالتمييز ضدهم في بلدهم.
ورأى أن عدم وجود رادع قانوني مع تجاوزات قبطية، مثل احتجاز قبطيات بعد إسلامهن، والاعتداء على أجهزة الأمن مثل حادث كنيسة العمرانية، وكذلك تصريحات الرجل الثاني في الكنيسة الأنبا بيشوي التي شكك بها في القرآن واعتبر أن المسلمين ضيوف على مصر، كلها عوامل أججت التوتر بين المسلمين والأقباط في مصر.
ومن جانبه أدان الدكتور محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمرشح الرئاسي المحتمل، الحادث، وقدم التعازي لأسر الضحايا المسلمين والأقباط، وحمل النظام المصري المسؤولية عن الفشل في تأمين المواطنين ودور العبادة، وقال -على موقع فيسبوك- "كفانا استخفافا بعقول الشعب، نظام عاجز عن حماية مواطنيه هو نظام آن الأوان لرحيله"
رأي الأقباط
من جانبه، اتهم المحامي القبطي نبيل لوقا بباوي وكيل لجنة الإعلام بمجلس الشورى (الغرفة الثانية للبرلمان المصري) إسرائيل بالمسؤولية عن تفجير الكنيسة في الإسكندرية، وقال للجزيرة نت إن الرئيس السابق للمخابرات الإسرائيلية قال -في حفل توديعه منصبه- إن إسرائيل تصرف ملايين الدولارات لإثارة التوترات الطائفية بين الأقباط والمسلمين في مصر، وإنها نجحت في ذلك.
وأشار بباوي إلى وجود "مصريين خونة يعملون على تنفيذ أجندات خارجية لضرب الاستقرار في مصر مقابل المال"، وطالب بسرعة القبض على مرتكبي حادث الإسكندرية وتقديمهم لمحاكمة عسكرية والحكم عليهم بشكل فوري ورادع.
ورفض الربط بين الحادث ومسألة احتجاز الكنيسة لقبطيات أشهرن إسلامهن، وأكد أن وفاء قسطنطين وكاميليا شحاتة -وهما زوجتا كاهنين تؤكد دوائر إسلامية أنهما محتجزتان في الكنيسة بعد إعلانهما إسلامهما- لم تسلما، وأن جهات رسمية ومسؤولين في الأزهر والكنيسة أكدوا أن ما يثار عن إسلامهما "مجرد شائعات".
وبدوره قال جمال أسعد العضو القبطي في مجلس الشعب (الغرفة الأولى للبرلمان) في تصريح للجزيرة نت، إن "مصر تتعرض لمخططات صهيونية تسعى لضرب استقرارها والنيل من الوحدة الوطنية بين أبناء شعبها"، محذرا من محاولات إسرائيلية مماثلة لاستغلال مناخ التوتر والاحتقان الطائفي والعرقي في بعض بلدان الشرق الأوسط لتنفيذ مخططات تتعلق بتقسيم هذه الدول