علماء الأزهر يستنكرون الإساءة للصحابة في التليفزيون الإيراني
الدكتور محمد رأفت عثمان
استنكر علماء بالأزهر الإساءة للصحابة رضي الله عنهم في التليفزيزن الإيراني من خلال مسلسل درامي يعرض حاليا باسم "مختار نامة" بالفارسي أو "رسالة المختار" بالعربي.
وطالب العلماء بوقف المسلسل الذي يسيء إلى الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، وصحابة نبي الإسلام صلى اله عليه وسلم.
ورفض المستشار محمد رفاعة الطهطاوي، المتحدث الرسمي باسم الأزهر ، الإساءة إلى صحابة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقال إن «الأزهر الشريف لا يقبل أي إهانة لصحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم»، مشددا على أنه يرفض الإساءة لصحابة رسول الله ولزوجاته.
وطالب المتحدث الرسمي باسم الأزهر «لجنة تقريب المذاهب بإيران بسرعة العمل من أجل منع إثارة الفتن المذهبية».
وقال الدكتور محمد رأفت عثمان، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، إنه «من الأحكام المستقرة في الإسلام التي ليست من اجتهاد أحد من الفقهاء أو غيرهم من علماء الشريعة الإسلامية، تحريم الإساءة إلى أي إنسان سواء كان حاضرا أو غائبا أو حيا أو ميتا، وتنطق بذلك نصوص الشرع في القرآن الكريم والسنة الشريفة».
وشدد عثمان على احترام صحابة رسول الله، وقال: «لا بد أن نضع في اعتبارنا دائما أن صحابة رسول الله هم الواسطة بيننا وبين الرسول، فلم نعلم القرآن إلا عن طريقهم، فهم الذين حفظ الله القرآن فيهم، بحفظه في صدورهم، أو نقله كتابة إلينا، فنقلوا القرآن إلى من بعدهم، وهكذا جيلا بعد جيل، فلهم المرتبة العظيمة، لما قاموا به من حفظ كلام الله عز وجل، ونقل ما حدث به أو قاله أو أقره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يمثل المصدر الثاني من مصادر التشريع في الإسلام بعد الكتاب الكريم».
وأوضح عثمان إلى أن «الإساءة من بعض الشيعة لعبد الله بن الزبير، تفهم عندما نعلم أنهم يسيئون إلى أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - وعبد الله بن الزبير هو ابن أختها أسماء، ولأنه ابن الزبير بن العوام، الذي قامت الحرب بينه وبين علي بن أبي طالب في معركة الجمل، التي كانت بين الإمام علي بن أبي طالب من ناحية، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام من ناحية أخرى».
وكان مجمع البحوث الإسلامية، أعلى هيئة فقهية بالأزهر ، أعلن من قبل رفضه تجسيد الأنبياء والعشرة المبشرين بالجنة والصحابة، في أي أعمال فنية أو درامية.
وقد أثار مسلسل "مختار نامه" استياء الجماعات السنية فى إيران، حيث طالبوا بوقفه نظرا لما يحتويه من إهانات لصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وأصدر الشيخ عبد الحميد زهي إمام أهل السنة فى إقليم "سيستان وبلوشستان " فتوى "تحرم مشاهدة المسلسل، وذلك بعد اجتماعه بكبار شخصيات الطوائف السنية فى الإقليم.
وانتقد " عبد الحميد " المراجع الشيعية العليا فى إيران قائلاً: "إن المرشد على خامنئى أصدر أخيراً فتوى تحرم إهانة رموز، ومقدسات أهل السنة، هذا فى الوقت الذى تجاهلت هيئة الإذاعة والتليفزيون التى يعين المرشد رئيسها، الفتوى الصادرة فى هذا الشأن، فكيف لنا أن نتوقع تطبيق هذه الفتوى، والعمل بها فى الأجهزة والمنظمات الحكومية؟
وليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الإساءة للصحابة في التليفزيون الإيراني، ففي يونيو من العام 2009، تعدى الرئيس الايراني نجاد على الصحابة الزبير بن العوام وطلحة بن عبيدالله ومعاوية بن ابي سفيان رضي الله عنهم وذلك على القناة الايرانية الثالثة.