كاتب بريطاني: السنوات العشر القادمة حاسمة ف
ي تاريخ الإسلام
نشرت صحيفة الجارديان مقالاً للكاتب البريطاني عاصم صديقي، أكد فيه أن السنوات العشر القادمة ستكون حاسمة في تاريخ الإسلام.
وتحدث عاصم عن التغيرات التي شهدها العالم عقب أحداث سبتمبر وما حدث من تجني على المسلمين، ووصف الكاتب ما ينبغي على المسلمين أن يفعلوه لمواجهة هذه التغيرات، وقال: التصرفات السيئة التي تحدث فجأة وبصورة فردية لا تكون معياراً للحكم على الأشياء، فهذه التصرفات قد تبدر من أي شخص بغض النظر عن دينه أو عرقه. هذا ما حدث بالنسبة لتفجيرات الحادي عشر من سبتمبر 2001م عندما اصطدمت الطائرات ببنايتي برج التجارة العالمي. بعد تلك الأحداث لم تسر الحياة بسلاسة وطبيعية كما كانت عليه. بعد تلك الأحداث تطوّع كثيرون للحديث عن الإسلام. لم يكن هناك قصور في الطلب والعرض بالنسبة لمن يمكنهم أن يتحدثوا عن الإسلام. حتى أولئك الذين لم يتعاملوا مع المسلمين إلا عن بعد، ولم يقرأوا عن الإسلام وأحكامه سوى شيء يسير أصبحوا بين عشية وضحاها “خبراء” يتحدثون عن واقع المسلمين كأنهم منهم، وعن الإسلام وكأنهم درسوه عشرات السنوات! ويرى الكاتب أن تلك الأحداث كانت بمثابة فرصة لبعض المترصدين بالإسلام كي ينفذوا مخططاتهم.
وقال: كل مشكلات العالم الإسلامي أصبحت تحت الدراسة والنظر وجرى ربطها بالدين والفقر وعدم التعليم واضطهاد النساء والعنف وغيرها من الأسباب المعروفة. أصبح الإسلام هو المشكلة وجعله أكثر اعتدالاً هو الحل والمخرج. هذه الطريقة للتفكير حول الإسلام تجنبت كل العوامل المنطقية الأخرى التي ينبغي اعتبارها ومراعاتها عند تشخيص الواقع الإسلامي. ويشرح الكاتب تداعيات ذلك على المسلمين.
وأضاف: هذا الاتجاه انعكس بشكل مباشر على علاقة المسلمين بغيرهم بمستوى أعلى مما كان معروفاً في السابق. كثير من الأصوات الجديدة صارت مسموعة على نطاق واسع وصارت تتحدث عن القيم والتعاليم التي يمكن للمسلمين أن يكتسبوها جراء التعامل مع الآخر وما يمكن أن يضيفوه للمجتمع، وبالتالي بدأ المسلمون يتساءلون -بصورة متزايدة - عن الفوائد التي من الممكن أن يجنوها. ولا شك أن هناك كثير من الإيجابيات التي يمكن أن تعود للإسلام جراء تفاعلهم مع الآخر وتعاطيهم معه، فالإنسان -بغض النظر عن دينه وعرقه- كائن اجتماعي يؤثر في الآخرين ويتأثر بهم. في بداية العقد الحالي كنت مشاركاً في تنظيم مؤتمر إسلامي عن التغيرات المناخية، وقررنا أن ندعو مختصين عن هذا الموضوع وهو جورج مونبيوت وهو ما حدث بالفعل. وبادرنا بدعوة خبير غير مسلم ولم يكن للدين أي اعتبار في خيارنا. وينتقد الكاتب تضارب المواقف الإسلامية وما ينبغي عمله للخروج من مأزق التحديات الماصرة.
وتابع: تعدد الأصوات المسلمة في الوقت الحالي يجعل من الصعوبة بمكان إيجاد جهة واحدة تتحدث باسمهم جميعاً، وقد زادت هذه الصعوبة بصورة ملحوظة خلال السنوات العشر الأخيرة. كما أن من الصعب على وسائل الإعلام أن تتحدث بشكل أكثر عمومية. ونفس الأمر ينسحب على مجالات السياسة والتجارة وغيرها. وختم بالقول: لذلك فإن الوضع الحالي يحتم ويفرض علينا أن نحاول فهم بعضنا البعض بصورة أكثر جدية، فالعولمة جعلت العالم قرية مصغرة وقربت الجميع. كيف يمكن لنا أن نكون أكثر قرباً والتصاقاً في هذا العالم المتقارب؟ وما هي العوامل الكفيلة بتحقيق ذلك؟ هذه هي الأسئلة التي لا بد من تركها للعقد القادم كي يجيب عليها.