قتيل وجرحى بمواجهات بين محتجين والشرطة التونسي
قتل أحد المحتجين وجرح أربعة بينهم اثنان من عناصر الأمن في أعمال الشغب والاحتجاجات التي تفجرت للأسبوع الثاني على التوالي بعد انتحار شاب عاطل عن العمل في محافظة سيدي بوزيد وسط تونس.
وكان المحتجون قد هاجموا مراكز للشرطة في المحافظة التي ردت بإطلاق النار.
وقال مصدر مسؤول بوزارة الداخلية التونسية: إن أحداث شغب "جدت الجمعة في مدينة منزل بوزيان من ولاية سيدي بوزيد قامت خلالها مجموعات من الأفراد بحرق قاطرة لأحد القطارات وإضرام النار في ثلاث سيارات للحرس الوطني قبل أن تهاجم مركز الحرس بالمدينة."
وأضاف أن المجموعات المحتجة "عمدت إلى محاصرة ومهاجمة مركز الحرس الوطني بقذفه بالزجاجات الحارقة والحجارة بعد أن وضعت الحواجز في الطرقات القريبة، ثم أقدمت على إضرام النار في بناية المركز من الخارج بينما حاول عدد من الأفراد اقتحام مركز الحرس بالقوة."
وتابعت الوزارة، فقد قام عناصر المركز بصد المهاجمين وتحذيرهم وإطلاق النار في الهواء، لكن ذلك لم يوقف الهجوم، ما اضطر بعض العناصر إلى استعمال السلاح في "نطاق الدفاع الشرعي عن أنفسهم،" وفقا لتعبير الوزارة.
وقد أدى ذلك إلى مقتل أحد المحتجين وجرح اثنين آخرين، فيما أصيب عدد من أفراد الحرس الوطني بحروق، من بينهم اثنان في حالة غيبوبة.
وقال النقابي محمد الفاضل: ان الشاب المتوفى يدعى محمد العماري وحاصل على شهادة عليا في الفيزياء ومات متأثرا بعيار ناري استقر في صدره. واضاف ان العشرات اصيبوا.
وتشهد بلدة سيدي بوزيد منذ اسبوع احتجاجات واسعة بسبب الغضب ازاء تفاقم البطالة لكنها اتسعت لتشمل عددا من المدن المجاورة من بينها المكناسي والرقاب وبوزيان.
وكان شاب يدعى حسين ناجى "24 عاما" قد انتحر بمدينة سيدى بوزيد احتجاجا على البطالة التى يعانى منها الشباب.
وأشارت تحريات الشرطة التونسية إلى أن الشاب لقى حتفه عقب سقوطه من مكان مرتفع على عمود كهربائى، وتعرض إلى صاعقة كهربائية بعد ملامسته الأسلاك الكهربائية.
وأضافت التحريات أن الشاب توفى فى المكان ذاته عقب سقوطه حيث فشلت محاولة إنقاذه.
ويحكم الرئيس بن علي تونس من 23 سنة، وتؤكد جمعيات حقوق الإنسان أن تونس فعلياً تعيش في ظل نظام بوليسي وأمني محكم، تمنع فيه السلطات النشاط المعارض وتقوم باضطهاد المعارضين.
وكانت الأزمات الاقتصادية على الدوام نقاط تحول في تونس، كما حصل عام 1978، في عهد الرئيس التونسي السابق، الحبيب بورقيبة، الذي واجه أيضاً عام 1984 ما عرف بـ"ثورة الخبز" التي أدت لتآكل شعبية، ومهدت لوصول بن علي إلى السلطة.
وقبل عامين شهدت محافظة قفصة جنوب غربي البلاد، حركة احتجاج نظمها عاطلون عن العمل بالتنسيق مع لجان محلية لخريجي الجامعة العاطلين استمرت أكثر من أربعة أشهر.