الأخبار"مسؤول إسرائيلى يحذر من وقوع كارثة فى الحرم القدسى وانهيار المصلى المروانى"
الأراضى المحتلة ــ وكالات الأنباء ٥/ ١٢/ ٢٠١٠
حذر أحد قادة الجبهة الداخلية فى إسرائيل وهو قائد لواء القدس العقيد «حن ليفنى»، من أن كارثة متوقعة قد تقع فى الحرم القدسى الشريف، وقد تسفر عن انهيار المصلى المروانى.
وقال ليفنى - فى تصريحات نقلتها صحيفة أسبوعية «يروشاليم» الإسرائيلية أمس الأول- إن «انهيارا كهذا سيقع، والسؤال الوحيد هو: متى سيحدث ذلك وكم سيكون عدد القتلى والجرحى؟»، وتابع قائلاً: «عندما نستعد لشهر رمضان فإن أحد المخاوف الكبرى يكمن فى حدوث انهيار فى الحرم القدسى، إذ إن الوضع هناك هو خرائب فوق خرائب، وهذا تصور ممكن جدا وتجرى عليه مناورات ونخطط لمواجهته».
وأوضحت الأسبوعية الإسرائيلية أن ممثلى الشرطة وقيادة الجبهة الداخلية طالبوا الأوقاف الإسلامية بنقل المصلين فى الحرم المروانى لأماكن أخرى بهدف تقليص احتمالات وقوع ضحايا كثيرين فى هذه المنطقة. وزعم المسؤولون فيما تسمى «لجنة منع هدم الآثار الإسرائيلية فى الحرم القدسى» بأن الحفريات التى تقوم بها الأوقاف الإسلامية تهدد استقرار المكان.
وأشارت «يروشاليم» إلى أن قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية قدمت الأسبوع الماضى إلى بلدية القدس تصوراتها وتقييماتها فى حال وقوع حرب شاملة وكوارث محتملة فى القدس، كما جرت فى الأسبوع الماضى مناورة كبيرة قامت بها قيادة الجبهة الداخلية فى القدس.
يشار إلى أن انهيارات كبيرة حدثت فى مدينة القدس مؤخرا، ومجاورة للمسجد الأقصى المبارك، بسبب الحفريات والأنفاق الإسرائيلية الخطيرة أسفل المسجد.
وفى غضون ذلك، أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون، أمس الأول، أن واشنطن تواصل العمل بصورة حثيثة من أجل تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، غداة تصريحات فلسطينية متشائمة. وقالت فى لقاء جمعها فى وقت لاحق مع مجموعة طلبة: «إننا لم نفقد العزم إطلاقا»، مضيفة أن «الولايات المتحدة على استعداد للعب دور فعال جدا، لكن فى نهاية المطاف وحدها الأطراف نفسها بإمكانها اتخاذ هذه القرارات الصعبة».
وفى مقابلة مع محطة الحرة التليفزيونية الأمريكية الناطقة باللغة العربية، رفضت كلينتون الكلام عن فشل المفاوضات. وقالت: «أعتقد أننا حققنا تقدما، ولكن هذا الأمر يتوقف فعلا على قرار الأطراف (المعنية) لتقديم تنازلات صعبة حول المسائل الأساسية». وأوضحت أن واشنطن ستقدم «جملة إعلانات رسمية» بشأن الخطوات التالية فى عملية السلام، لكنها لم تكشف عن مضمونها.
وفى تلك الأثناء، أثار الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» أمس الأول، إمكانية حل السلطة الفلسطينية، وإذا لم يمكن التوصل لاتفاق سلام مع إسرائيل ولم يعترف العالم بدولة فلسطينية.
وقال أبومازن فى مقابلة تليفزيونية إنه إذا لم توقف إسرائيل بناء المستوطنات وإذا تداعى دعم الولايات المتحدة للمفاوضات، فسيسعى لإنهاء الحكم الذاتى الفلسطينى المحدود فى الأراضى المحتلة. وفى إشارة لاستمرار إسرائيل فى احتلال الضفة الغربية، قال أبومازن إنه لا يمكنه قبول أن يبقى رئيسا لسلطة غير موجودة. ومع إلحاح محاوره بالسؤال عما إذا كان يعنى أنه سيحل السلطة الفلسطينية، رد قائلا إنه يقول ذلك للإسرائيليين ويبلغهم بأنهم كمحتلين يمكنهم البقاء لكنه لن يقبل أن يبقى الوضع كما هو، فيما اعتبره محللون محاولة من أبومازن للضغط للحصول على اعتراف عالمى بدولة لتفادى العملية التفاوضية.
وقال أبومازن إنه إذا لم تجمد إسرائيل النشاط الاستيطانى لمدة ٣ أشهر مثلما اقترحت واشنطن، فإنه سيطلب من الولايات المتحدة والأمم المتحدة الاعتراف بدولة فلسطينية، وأضاف أنه إذا لم يتحقق مثل هذا الاعتراف فإنه سيفكر فى حل السلطة الفلسطينية.
جاء ذلك فيما أعربت وزارة الخارجية الإسرائيلية فى بيان عن «إحباطها» إزاء قرار الحكومة البرازيلية الاعتراف بالدولة الفلسطينية وفقا لحدود عام ١٩٦٧، لما سيكون له من تداعيات سلبية على عملية السلام فى الشرق الأوسط ـ على حد زعمها ـ كما انتقد نواب أمريكيون بشدة قرار البرازيل، معتبرين أنه «مؤسف»، بينما عبر أبومازن عن تقديره والقيادة والشعب الفلسطينى للرئيس البرازيلى على القرار.
كان الرئيس البرازيلى لويس إيناسيو لولا دا سيلفا أبلغ «أبومازن» بأن البرازيل تعترف بدولة فلسطينية على حدود ١٩٦٧، وذلك فى رسالة نشرتها وزارة الخارجية البرازيلية أمس الأول. وتنضم بذلك البرازيل إلى قائمة تضم أكثر من ١٠٠ دولة تعترف بالدولة الفلسطينية، من بينها الدول العربية، وغالبية دول أفريقيا، وجانب كبير من دول آسيا وشرق أوروبا