24 ساعة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
24 ساعةالأخبارالرئيسيةأحدث الصورالمقالاتالتسجيلدخولالفيديو والمالتيمدياتابعنا على فيس بوك24 يوتيوبتابعنا على تويتر

 

 خطب الحج يوم عرفة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
24akhbar

24akhbar



خطب الحج يوم عرفة Empty
10112010
مُساهمةخطب الحج يوم عرفة

خطب الحج يوم عرفة



الخطيب ::عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ


ملخص الخطبة
1- الحكمة من الخلق. 2- نور الإسلام. 3- أركان الإيمان. 4- أركان الإسلام. 5- العلاقات الاجتماعية في الإسلام. 6- تكريم الإسلام للمرأة. 7- المعاملات التجارية في الإسلام. 8- قانون الجنايات. 9- كلمة للشعوب والقادة. 10- التحذير من أعداء الإسلام. 11- ضرورة إحياء اقتصاد إسلامي. 12- حفظ الإسلام لحقوق الإنسان. 13- سبب تخلف المسلمين. 14- الحث على العدل والتحذير من الظلم. 15- الحملات على الإسلام وأهله. 16- نابتة التكفير. 17- فضل الصحابة. 18- أهمية الأخلاق الكريمة. 19- خطر دعاة الحرية والانحلال. 20- واجب العلماء والدعاة إلى الله. 21- نصيحة للأقليات الإسلامية. 22- كلمة لرجال الإعلام. 23- الإشادة بجهود رجال الأمن. 24- نصائح وتوجيهات للحجاج.

الخطبة الأولى
أمّا بعد: أيّها الناس، اتَّقوا الله تعالى حقَّ التقوى، اتّقوا ربَّكم عباد الله، والزَموا التَّقوى إلى أتن توافوا الله، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]. اتّقوا ربَّكم، فتقوى الله سببٌ لمحبَّةِ الله لكم والله يحبّ المتقين. اتّقوا اللهَ في سرِّكم وعلانيّتكم، في الرضا والغضب، في كلِّ الأحوال، فبتقوَى الله تصلح الأعمالُ وتغفَر الذنوب ويحصُل الثوابُ العظيم، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70، 71]. اتَّقوا ربَّكم، وتزوَّدوا لمعادِكم، فخير زادٍ للمعاد زادُ التّقوى، وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى[البقرة:197]، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً [النساء:1].
أمّة الإسلام، خلَق الله أبانا أبا البَشر بيده، نفَخ فيه من روحه، أسجد له ملائكتَه، أسكنه جنَّتَه، حسدَهما إبليس، فزيّن لهما المعصيةَ، فأهبطهم الله من الجنّة، هبط آدم وزوجتُه من الجنّة وهما يحملان نورَ الإيمان والهداية، أهبطهما الله إلى الأرضِ تحقيقًا لوعدِه: إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً [البقرة:30]؛ ليعمرَ الأرض بطاعةِ الله وتوحيدِه، ولتستضيءَ الأرض كما استضاءَت السّماء.
ظلَّ نور التوحيدِ والهداية يضيء للبشريّة قرونًا عديدة حتى اجتالت الشياطينُ بني آدم عن فِطرتهم، وزيَّنت لهم الشّركَ بالله، وأخرجَتهم من النورِ إلى الظّلُمات. نعم أيّها المسلم، ما مِن مولودٍ يولَد إلاّ وفي قلبه نورُ الهداية والإيمان، ولكنّ شياطينَ الإنس والجن تجتالُه عن تلكم الفطرة، تخرجه من النور إلى الظلمات، من نورِ التوحيد الحقِّ والهداية والأخلاقِ الكريمة إلى ظُلمة الشّرك والجهل والأخلاقِ الرّذيلة، وصدق الله: اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمْ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنْ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ[البقرة:257].
كلّما أظلمتِ الأرض بالشرك والضلال والطّغيان والابتعاد عن الهدَى وكلّما غلب الشركُ وطغى وابتعدتِ البشريّة عن الهدايةِ الربانية بعَث الله الرسلَ، فأشرقت شمس الهداية بمبعَث الرسل، وتتابَعت الرّسل على العِباد بهدايةِ الله، ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى [المؤمنون:44].
وفي آخرِ الزّمان عمَّ الأرضَ ظلامٌ دامس، وابتعَدَ النّاس عن الهدَى، وغلَب الشرك وطغى على البشرية، فأشرقَت شمس الهداية بمبعَث سيّد الأولين والآخرين سيّدِ ولَد آدم إمام الأنبياء عليه الصلاة والسلام، إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا [الأحزاب:45، 46].
نظَر الله إلى أهلِ الأرض فمَقَتهم عرَبَهم وعجَمَهم إلاّ بقايا من أهلِ الكتاب، بعثَه الله بهذا الدّينِ العظيم، دينِ الإسلام الذي بدَّد الشركَ بكلّ أنواعه بنورِ التوحيد الحقِّ. أنار الله به القلوبَ، وحرّرها من عبادة المخلوقِ تحقيقًا للحكمة التي لأجلِها خلَق الله الثقلين، وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]، وليطبِّقوا أمرَه: وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ[البينة:5].
بدَّد ظلماتِ مَن قالوا في معبوداتهم: مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى [الزمر:3]، ومَن زعموا أنّه لا يستطيع أن يدعوَ الله إلا بواسطةِ بعض البشر بِنورِ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة:186]، وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ[غافر:60]، فلا واسِطةَ بيننا وبين اللهِ في دعائِه، بَل نرفَع أكُفَّنا إليهِ في أيّ وقتٍ كانَ، يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ [الرحمن:29].
بدَّد ظلماتِ مَن عظّموا قبورَ الأمواتِ وطافوا بها تعبُّدًا ودَعَوها من دونِ الله وزَعموا تعدُّد الآلهة بنورِ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ [البقرة:163].
جاء بنورِ الإيمان الذي جلا الظلمَات عن القلوب، بِأركانِ الإيمان الحقّةِ حيث أمرَهم بالصلاة والزكاة والصوم والحجّ، وجعلها أركانَ الإسلام، وجعلها فرضًا على الأعيان. جاء بنورِ الإيمان، بالإيمانِ بالله وملائكتِه وكتبِه ورسلِه واليومِ الآخر وبالقضاءِ خيرِه وشرِّه.
فإيماننا بالله إيمانٌ بربوبيّته وإيمانٌ بكمال أسمائه وصفاتِه وإيمان بأنّه المعبودُ بحقٍّ وما سواه فمعبودٌ بباطل.
إيمانٌ بملائكة الرحمن، العباد المكرمون الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمَرون، وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ [الانفطار:10-12].
إيمانٌ بكتب الله التي أنزلها لهدايةِ البشر، وأنها حق وما فيها حقّ، جاءت بها المرسَلون من ربّ العالمين، نؤمِن بما سمّى الله لنا في كتابِه، فنؤمن بصحفِ موسى وإبراهيم وزبورِ داود والتوراة التي أنزلها الله على موسى والإنجيلِ الذي أنزله الله على عيسى، ونؤمِن بالقرآن وأنّه مهيمنٌ على الكتب كلِّها، مصدّقٌ لها، محِقّ للحقّ ومبطِل للباطل، وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ [المائدة:48].
نؤمن برسُل الله الذين أرسلَهم الله لهدايةِ البشر، فنؤمِن بمن سمَّى الله لنا، فآمنّا بنوحٍ وآدمَ وإبراهيم وموسى وعيسَى وغيرهم من أنبياء الله الذين سمَّى الله لنا، وأنَّ خاتَمهم وأكمَلهم وأفضَلهم سيّد ولد آدم محمد .
نؤمِن باليومِ الآخر وما أخبَر الله عنه ممّا خفِي علينا عِلمُه، فنؤمن بالجزاءِ والحساب والكُتُب وميزانِ الأعمال، وأنّ نهايةَ البشر إمّا إلى نعيمٍ مقيم وإمّا إلى عذابٍ أليم، نؤمِن بهذا كلِّه كما دلّ القرآن والسنّة عليه.
جاء الإسلام بنورِ العبادات ليبيِّن للعِبادِ كيفَ يعبُدون ربَّهم، ويُرِيَ لهم الطريق، فافترَض عليهم فرائضَ الإسلام من صلاةٍ وزكاة وصوم وحجّ، وجعلها أركانَ الإسلام وفرائضَ على الأعيان.
أمّة الإسلام، المجتمعاتُ قبل الإسلام الجاهليّة تعجّ بالمنكرات والأباطيل والضّلالات التي استحقَّ أهلها عقوبةَ الله، فجاء الإسلام بنورِ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ [آل عمران:104].
لقد كان للنّاس مع والدِيهم أحوال مزريَة وأمور مظلمة، فجاء الإسلام بنورِ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [الإسراء:23]. عاشت المجتمعاتُ في ظلماتِها قطيعةً بين الأرحام، فلا الأخ يعرِف أخاه، ولا القريب يصِل قريبَه، فجاء الله بنورِ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ [الرعد:21]، وبالوعيد على قطيعةِ الرحم فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ [محمد:22، 23]. كم عانى الجيرانُ من ظلمِ الجارِ بعضِهم لبعض، فجاء بنور وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ [النساء:36]، وبقوله : ((من كانَ يؤمِن بالله واليومِ الآخر فليكرِم جارَه))، ((ولا إيمانَ لمن لم يأمَن جارُه بوائقَه)).
أيّها المسلم، المرأةُ في الجاهلية ـ وحدِّث ولا حرج ـ كم عانت، كم ظلَمها الظالمون، وجار عليها الجائِرون، سنينَ وقرونًا، فجاءَ الإسلام، جاء بالنور المبين، فأعطى المرأةَ حقَّها، فهي الأمّ الواجبُ بِرّها، والأخت الواجب صِلَتُها، والزوجةُ الواجِب حُسن معاشَرَتها، والبِنت الواجِبُ تربيَتها. جاء ليقولَ لهم: إنَّ للمرأة حقًّا في الميراث خلافَ أهلِ الجاهلية: لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا [النساء:7]. حجَبَها بنورِ الإيمان ليَمنَعَها من أعينِ الطّامعين المفسدين، يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [الأحزاب:59].
كان في الجاهلية معاملاتٌ سيّئة مبنيّة على الظّلمِ والجهل والغرَر والخداع، فجاء الإسلام بتنظيمِ تِلكمُ المعاملات، فأمَر المتبايِعَين بالصّدق: ((فإن صدقا وبيّنا بورِك لهما في بيعهما))، ((ومن غشنا فليس منا))، وحرّم الربا والتعاملاتِ الخبيثة التي تشتمِل على ظلم وغُرم، وأمَر الجميعَ بالتزام العدلِ، فنهى البائعَ والمشتري جميعًا، ولم يجعل رِضاهما مُبيحًا للجَهالة والبيعِ الباطل.
أيّها المسلم، وفي النكاح في الجاهلية كم عانت المرأة من العضلِ وسوءِ العشرة وجحد الحقوق، فجاء نور الإسلام ليأمرَ بالعشرةِ الحسنة وينهَى عن العضلِ ويحفظ لها حقوقَها. كانت في الجاهلية لا يُسمَع صوت، ولا يقام لرَأيها وَزن، فيزوِّجها أبوها مَن شاءَ ويمنَعها ممّن شاء، فجاءَ الإسلام: ((لا تنكَح البكر حتى تُستَأذَن، ولا الأيمُ حتى تُستَأمر)). كانوا في جاهليّتِهم يطلِّقون المرأةَ، فإذا قارَبت انقضاءَ عِدّتها استرجَعها، وربما تكرَّر عليها ذلك مئاتِ المرّات، فجاء الإسلام ليحسم هذا الظلم: الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ[البقرة:229].
في الجناياتِ كانت الجاهليّة مبنيًّا انتقامها على الثارات، القتل أنفَى للقتل، فجاء الإسلام بالقِصاص أو الدّية أو العفو تحقيقًا لأمنِ المجتمع وسلامَتِه. جاء الإسلام بحدودٍ شرعية تردَع المجرمين وتوقِفهم عند حدِّهم، وتأخذ على أيدي المفسِد والمبطِل، وسبحان الحكيم العليم أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [الملك:14].
كانوا في جاهليّتهم يتحاكمون إلى الأعراف والعاداتِ الجاهلية بما فيها من ظلمٍ وعدوان، فجاء الإسلام بالخيرِ كلّه: وَأَنْ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ [المائدة:49]، فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [النساء:65]، أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ [المائدة:50].
بعث الله محمّدًا بالنور المبين ليحرِقَ به ظلماتِ الجاهلية على اختلافِها، ويقيم المجتمَعَ العادل المنتظِم بوحيِ الله السّائر على منهج الله.
هذا دينكم دينُ السماحة واليُسر، دينُ الرحمةِ والخير، دينُ حفظ الحقوق، دين الرّحمةِ والصِّلة، دين مشتملٌ على خَيرَيِ الدّنيا والآخِرة.
إخوةَ العقيدة، إنّ الإسلام جاء بعلاجٍ كامِل شافي لمشاكل الأمّة؛ ليقيمَ لها المنهج القويم في حياتها. جاء بحِفظِ المصالح العُليا للأمة، جاء بتنميةِ اقتصادها، جاء بحِفظ الحقوق والاستفادة من كلِّ تقدّم نافع، جاء بالأمر بالعدلِ والتحذير من الظلم ومِن مَسالك التطرُّف غلوًّا وجفاء، جاء باحترامِ حَمَلة الدين وأهلِه من الصحابة ومن سار على نهجهم في الدّين، جاء بالأخلاق الكريمة وحذَّر من الأخلاق الرّذيلة.
أخي المسلم، في المَصالح للأمة فقد جاء الإسلام بالدعوة إلى الاعتناءِ بالمصالح وتكثيرِها ودرءِ المفاسد وتقلِيلِها، وتقديمِ المصالح المتعدِّية على المصالح القاصِرة، فالمصالح العليَا للأمة يجب إعمالُها، أمنُ الأمة وتماسُكُها وحماية مقدَّراتها أمورٌ هي سبَب لانتِشار الدّين وهيبةِ الأمّة وعزِّ الإسلام. إنَّ المصالح العُليا للأمّة يجب إعمالها، ولا يجوز التعدِّي عليها لأيِّ غرضٍ شخصّي أو هوًى بدعيّ أو مصالح حزبيّة أو مطالب إقليميّة أو نعراتٍ جاهلية أو عصبيّة قبليّة.
أيّها الشعوب والقادّة، إنّ أمّتَنا تمرّ بظروفٍ دقيقة خَطيرة، تستوجِب منّا وقفةً صادِقة نقدِّم فيها المصالحَ العامّة على المصالح القاصِرة، ونهتمّ بدَرء المفاسِد تقديمًا على جَلب المصالحِ حِفاظًا لكيان الأمّة.
أيّتها الشعوب المسلِمة، التفّوا حولَ قادَتِكم فيما توجَّهوا إليه من خَير، وتناصَحوا معهم فيما يعود على الأمّة بالخير، وإيّاكم ومنابذَتهم أو تكونوا ثغرَةً للأعداء عليهم. إنَّ مصالح الأمّة لا تُحَلّ إلا بالحكمة والبصيرة والتدبُّر والتعقّل، فاحذروا أن تكونوا يدًا لأعدائِكم على أمّتكم أو تسهِّلوا لهم مهِمَّةَ الاعتداء على أمّتكم، فذاك ممّا يخالف شرعَ الله.
أيّها القادة المسلِمون، إنّ أمنَ أمّتكم ودينَها أمانةٌ في أعناقِكم، فاتقوا الله في أمّتكم. إن حلَّ مشاكل الأمة لا يكون بالارتِماء في أحضان الأعداء، ولا بالزجِّ بالأمّة في أمورٍ لا تحمَد عُقباها، بل الحِكمة والتروِّي في الأمور ودراسةُ الأحوالِ قبل كلِّ شيء لتكونَ قراراتُ الأمّة قراراتٍ مصيبةً مبنيّة على الحكمة والتروِّي في الأمور كلِّها.
أمّةَ الإسلام، إنّ أعداءنا لا يألوننا خَبالاً، وَدّوا تفرُّق صفوفنا وتشتِيتَ كلِمَتنا. إنهم يسعَونَ في خَلخَلة أمنِنا، ويسعَونَ في إشغالِ بعضنا ببعض؛ لنكونَ لقمةً سائغة لهم، فلنحذر من مكائدِ أعدائنا.
أمّة الإسلام، ها هو العالم من حولِكم شَرقًا وغربًا قد انتظَموا في تكتُّلاتٍ اقتصادية عُظمى، قلوبهم متفرِّقة، اتِّجاهاتهم الفكريّة متغايرة، لكن جمعَتهم مصالحُ ديناهم وخوفُهم من عدوِّهم، وأين أنتم يا أهل الإسلام، يا من تربِطكم عَقيدةُ الإسلام ووحدة الإيمان؟! من أينَ تكونُ شكوانا؟! أنَشتَكي مِن قلّة الموارد؟! فبلادنا بلاد الخيراتِ على تنوُّعها. أيَشتَكي المسلمون من قلّة الأيدي؟! فالمسلمون من أكثرِ الأمَم. أيشتَكون من ضيقِ الأرض؟! فأرضُ الإسلام تحوِي القارّتين فأكثر. إنما يشكو المسلمون للأسَف الشديد من بُعد أبنائهم عن دينهم، مِن كَثرةِ التفرُّق، تفرُّق القلوب وغلَبة الأهواء، والأمّة إذا تفرَّقت قلوبها لم يمكِن جمعُ أبنائها. نشكو من عدوٍّ يؤصِّل فرقتَنا ويُذكي قطيعَتَنا ويحاول تشجيعَنا للبُعد عن ديننا. إنَّ دينَنا الحقّ ليس سببًا للتخلُّف، ألا ترَى الله يقول: فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ [الملك:15]؟!
إنّ المسلم يتساءل: لماذا لا يكون لأمّةِ الإسلام كيانٌ اقتصاديّ موحَّد خالٍ من التبعية؟ لماذا لا يكون لها كيان يستمدّ منهجَه من كتابِ ربِّنا وسنّة نبيّنا ، كيان خالٍ من الربا أخذًا وعَطاءً، كيان يجعَل أسواقَ الأمّة لتسويق منتجاتِها وصناعتها، كيان يعطينا قوَّتنا وتميُّزَنا، لستُ أنادي بنَبذ التعاوُن مع الآخرين، ولكن ليكُن للأمّة استقلاليّتها بأيّ وسيلةٍ يمكن، ولا يتمّ ذلك إلا بتعاوُن الجميع في إيجاد منظّمة اقتصاديّة إسلاميّة تعالج مشاكلَ العصر حتى تكونَ الأمة على استقلالِها كما أراد الله: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ [آل عمران:110].
أمّةَ الإسلام، في مثلِ هذا اليوم وفي مثل غدٍ أعلن المصطفَى النداءَ العامّ للأمّة: ((إنّ دماءَكم وأموالكم وأعراضَكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدِكم هذا)). نعم أيّها المسلم، إنه النداءُ الذي يحدِّد حقوقَ الإنسان الحقّة المبنيّة على العدلِ لا على الظلم والجور، حقوق الإنسان كما أرادها الإسلام، حفِظ للإنسان حقَّه في الحياة فحرَّم الاعتداءَ على النّفس، حفِظ حقَّه في التصرّف في المال فحرّم الاعتداءَ على الأموال، حفِظ حقَّه في تكوينِ الأسرة وتربيةِ الأولاد فحفِظ كرامَتَه وشرَفَه وحرَّم الاعتداءَ عَلَى عِرضِه. هذا دينُ الإسلام دينُكم الحقّ، السبَّاق لكلِّ خير، الذي جعل تعاليمَه ديانةً يجب الالتزام بها ويحرُمُ التعدّي عليها.
إنَّ أقوامًا رفعوا شعاراتٍ برّاقة ليخدَعوا بها الأمم، شعاراتٍ طالما تنادَوا بها باسمِ حقوقِ الإنسان، وإنما هي الشّعارات الزّائفة لاستِذلال الأمَم والسيطرةِ عليها، ثم نرَاهم من أوّلِ مَن خالفَها، ولا نجِد لها بينهم ذِكرا، فهل حقوقُ الإنسان حقٌّ لشَعبٍ دونَ شَعب أو لزمان دون زمان؟! إنَّ دينَنا حفِظ حقوقَ الإنسان من أوّل مبادئه، فحفِظ عرضَه ودينه وعقلَه وماله وعرضه، كلُّ هذه جاء بها الإسلام. تعاليمُ دينِنا ليست شعاراتٍ لاستِذلال الشعوب ولا لإشغالها عن مهمّاتها، ولكنّها المنهَج والعقيدة، لإصلاح الدين والدّنيا معًا.
أمّةَ الإسلام إنّ لربّنا سننًا كونيّة لا تتبدَّل ولا تتغيَّر، من أخذ بهذه الأسباب نال بتوفيقٍ من الله مسبّبَاتها مسلما كان أو غير مسلم، وإذا أعَدنا النظرَ للوراء لأمّتِنا وسلفنا الصالح حينَما استعانوا بربهم وأخذوا بزِمام الأمور وعُنُوا بالعِلم واستفادوا من تجاربِ الآخرين كان لهم في زَمَنهم القِدح المعلَّى، وكانوا أهلَ السيادة والرّئاسَةِ، وكانت بلادُهم قِبلةَ العلوم دينِيِّها ودُنياها، استضاءت بلادهم بأنوارِ المعرِفة، بينما كان غيرُهم يعيش ظلماتٍ وتقهقرًا وَرَجعيّة، فلا دينَ ولا عقيدة ولا شريعةَ ولا دنيَا يتميّزون بها، لكنّ القومَ استأطَروا أنفسَهم على العلم، وجدّوا واجتهدوا واستفادوا من تجارب الآخرين، وللأسَفِ الشديد كانت لهم الدّولة على المسلمين، وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ [آل عمران:140].
إنّ دينَنا ليس السّبَب في تقهقُرنا، وليس انتسابُنا لديننا عيبًا علينا، فدينُنا يدعونا إلى العِلم وأن ننطلِق في آفاق العِلم والمعرفة ليعودَ لنا كياننا وقوّتُنا.
أيها المسلم، إنّ خِلافنا مع غيرنا لا يوجِب التقوقُعَ والانزواء وعدمَ الاستفادة مما لدَى الآخرين من تقنِيةٍ أو في الزراعةِ وفي السياسة وفي الاقتصاد وفي الطبِّ، فتلك أمورٌ جاءت لإصلاحِ دنيا الناس وتحقيق معاشِهِم، وإنّ استفادَتَنا من غيرِنا لا توجب الاغترارَ والانخداع، ولكنها الأمّة الوسطية تأخذ من كلّ شيءٍ خِيارَه.
أمّة الإسلام، العدلُ يحبّه الله، العدل أمرَ الله به وبه حكم، إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ [النحل:90]. العدلُ كلّه صلاح وخيرٌ وهداية، العدلُ به أرسَل الله الرسلَ، وبه أنزلَ الكتب، وبه شرع الشرائعَ للحفاظ على كيانِ البشرية، لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ الآية [الحديد:25].
أمّةَ الإسلام، بالعدلِ تُحقَن الدماء، وبالعدل تُصان الأعراض، وبالعدل تحفَظ الأموال، وبالعدل تطمئنّ النّفوس ولو كان الحكم عليها. إنَّ العدلَ ينشده الشّرفاءُ والضّعفاء، وكلّ عاقلٍ ينشد العدلَ، إنّه خير ونِعمة، وبه صلاحُ الأمّة وقيامها. إنّه عدلٌ بين العبدِ وبين نفسِه في طاعتِه لربّه وقيامه بما أوجب الله عليه. عدلٌ في أبنائه بالعدلِ بينهم، ((واتّقوا الله واعدِلوا بين أبنائكم)). عدلٌ بين الزوجات، فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً [النساء:3]. عدل في الأقوال والأفعال، قال الله جل وعلا: وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى[المائدة:8].
أمّةَ الإسلام، لقد عاشَ غيرُ المسلمين معَ المسلمين دُهورًا عَديدة، ما اشتَكَوا هَضمًا، ولا خشَوا ظلمًا، وإنما عاشوا تحت كيان الأمة المسلمة، رَضوا بعدلِ الإسلام، وقرّت به عيونهم، لم تكن الأمّة تفرض دينَها بالقوة على البشرية؛ لأنّ ذلك ينافي تعاليمَ الإسلام، ولكن الأمّة لما رأوا حمَلةَ هذا الدين وأنّ حمَلَتَه كانوا رجالاً صادقين مع ربهم، صادقين مع أنفسهم، صادقين مع غيرِهم، رأَوا رجالاً تسبِق الأعمال الأقوالَ، رأوا رجالاً على الحقِّ في سرِّهم وعلانيّتهم، رأوا العدلَ والإحسان والإسلام بصُورَتِه المضيئة، لا غلوَّ ولا جفاء، لا إفراطَ ولا تفريط، دخلوا في دينِ الله طائعين منقادِين راضينَ، فانتشَر الإسلام، ودخل الناس في دين الله أفواجًا على أيدي أولئك الرعيل الأول الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فرضي الله عنهم وأرضاهم، وتحقيقًا لقوله جلّ وعلا: لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ [التوبة:33].
أيّتها الأمّة، إني أناشِد صنَّاع القرارِ في العالم أن يَعُوا ويعلَموا أنّ الظلمَ حرَّمه الله على نفسه، وجعله محرَّمًا على عباده. فيا مَن سُلِّطوا على الأمّةِ بمعاصيهم، ويا مَن ابتُلِيت بهم الأمّة، اعلَموا أنّ الظلمَ ظلماتٌ في الدنيا والآخرة، عاقبةُ الظلم ضَررٌ على البلادِ والعِباد والأموالِ، وقد قال الله في الحديثِ القدسيّ: ((يا عبادي، إني حرَّمتُ الظلمَ على نفسي، وجعَلته بينكم محرَّمًا، فلا تظالموا)).
أمّةَ الإسلام، إنّ هناك حملاتٍ تُشنّ على أهل الإسلام، حملات عسكريّة، حملات فكريّة، حملات اقتصاديّة، حملات إعلاميّة، كلُّها ضدّ هذا الدين، وصفوا هذه الأمةَ بأنهم الأمّة الإرهابيّة، وصفوهُم بأنهم الإرهابيون، وصفوهم بأنهم متخلِّفون، ووصفوهم بأنهم منتقِصو حقوقِ الإنسان، ووصفوهم بأنهم منتقصو الحريّة بانتقاص حريّات البشر، وأنهم اختَرَقوا حقوقَ الإنسان إلى غير ذلك، عقَدوا المؤتمراتِ، وحاكوا المؤامرات، ورَمَوا الأمّةَ عن قوسِ العداوة ظلمًا وجَورا، وإلاّ فالإسلام هو دين العدل والحقّ وحفظ الحقوقِ واحترام الحريّات لمن تدبَّر تعاليمَه ومبادئه وسبَر ذلك خيرًا.
أمّة الإسلام، لئن كان غيرُنا فرِح بانتسابِه لمناهجَ فلسفيّة شرقيّة أو غربية لا طائلَ تحتها، لا تزيدُ أهلَها من الله إلا بُعدًا، إن بحثتَ معهم في أسماءِ الله وصفاتِه وآثارِ ربوبيّته لم تجد عندهم شيئًا، إن بحثتَ معهم في توحيد الله وإخلاصِ الدين له وجدتَ ما يخالف ذلك، إن بحثتَ فيما بعث الله به الرّسلَ من الهدَى والحقّ لم تجِد عندَهم شيئًا من ذلك، فاحمَد الله أن جعَل منهجَ حضارتِك وأساسَ بِنائك كلامَ الله وكلام رسوله . إيّاك أن تنخدعَ بحضارةٍ علِمتَ هشاشةَ بنائِها وسوءَ تأسِيسِها، لا تمجِّد رموزَهم، ولا تنخدِع بهم ولا بآرائِهم، ولا تجعَلها عِوَضًا عن كلام الله وكلامِ رسوله .
أمّةَ الإسلام، إنّ مِن عظيمِ ما ابتُلِيت به أمّةُ الإسلام ما كان من بعضِ أبنائها الذين أغوَاهم شياطينُ الإنس والجنّ بسوء توجيههم وقُبحِ توجّهاتِهم، أطاعوهم وللأسَفِ الشديد، ركِبوا مركَبَ التكفير فأرداهم، كفَّروا الأمّةَ، استباحوا الدماءَ المعصومة، وخفروا الذّممَ، وسعَوا في الأرض فَسادًا، تفجيرًا وتدمِيرًا وقتلاً للأبرياء وترويعًا للآمنين وانتهاكًا لحرمةِ المسلمين وتنقُّصًا لولاةِ المسلمين.
هؤلاء أطاعوهُم كِبرًا وعُجبًا، تُلِي القرآن عليهم، وسمِعوا السنّة، ونُقل لهم إجماعُ علماءِ عصرهم وما عليه سلَفُ الأمّة، فأصرّوا كأنهم لم يسمَعوا ذلك تجاهلاً، أرهبوا أهلَ الإسلام، وفرَّحوا فيهم أهلَ الكفر والطغيان، وشمتوا بالمسلمين الحاقدين، فهذه صَفقَةٌ خاسرة والعياذ بالله.
أيّها الشابّ المسلم، يا من رتَع المرتَعَ الوّخيم، كيف تقابِلُ الله؟! أتقابِله بدماءٍ بريئة قَتَلتَها، أو ساعدتَ في قتلها؟! كيف تجيب إذا سألك المقتول يوم القيامة: يا ربِّ، سل عبدَك لم قتلني؟! أتُلاقي ربك بذمَمٍ خَفَرتها وعهودٍ غدرتها ومجتمعاتٍ إسلامية أقضَضتَ مضاجِعَها وعبثتَ بمقدَّراتها وانتهكتَ حرماتها وسلّطتَ الأعداءَ عليها؟! أتَلقَى ربَّك بأشلاء مزَّقتها حينما فجَّرتَ نفسَك إرضاءً للشيطان واتِّباعًا للهوى وطاعةً للأعداء الحاقدين أو هوًى للمتعَالمين الذين لا يزِنونَ الأمورَ ولا يعرفون قدرَ الأحداث والأمور؟!
أيّها الشباب المسلم في عالمنا الإسلاميّ، أوصيكم بتقوى الله، أوصيكم بالتثبّت في الأمور، احذَروا أن يتَّخذَكم أعداؤكم مطايا لتنفيذِ أغراضهم، تظنّون بهم خيرًا، وتحسنون الظنَّ بأولئك، وأولئك يريدون القضاءَ عليكم وعلى أمّتكم. فاحذروا أن تنقادوا لكلِّ دعاية، قِفوا عند كلِّ داعٍ وفكره، وزنوا هذا الفكرَ وماذا يُراد، ادرُسوا الأمورَ حقًّا، وانظُروا ما وراءَ السطور، فكم من عدوٍّ متلبِّس بالأمّة يظهِر لهم النصحَ والتوجيه، لكن يريدُهم حربَةً في نحورِ الأمّة، حتى إذا تمَّ له الأمر جعَل أولئك حَطبًا آخرَ. فاحذروا مكائدَ الأعداء، ولا تنقَادوا لكلِّ داعٍ، وزِنوا كلَّ قولٍ ومَن جاء به، وادرسوا الأمورَ على حقيقتها، والجؤُوا إلى الله في تبصير قلوبكم، ثم لعلماءِ أمّتِكم ليبصِّروكم ويهدوكم الطريقَ المستقيم.
أمّة الإسلام، إنّ الله اختارَ محمّدًا فجعله سيّدَ الأوّلين والآخرين، واختارَ لَه صحابتَه الكرامَ أبرّ الناس قلوبًا وأصدَقها أَلسنًا وأصبرها عِند اللقاء، قومٌ صحِبوا رسول الله، ونقلوا أقوالَه وأفعالَه، ونصروا سنّتَه، شهِدت لهم دموعٌ جرَت من خشية الله، ودماءٌ سالت في سبيلِ الله، وأموال أُنفِقَت في سبيلِ مرضاةِ الله، أثنى الله عليهم: وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ[التوبة:100]، لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا [الفتح:18].
همُ الذين نقَلوا لنا دينَ الله بكلِّ صدقٍ وأمانة، فهم الصّادِقون، همُ القانتون، هم المعدَّلون، هم المهديّون المرضيّ عنهم، حبُّهم إيمان، وبغضهم نفاق. إنّا نحبّهم ونحبّ آلَ بيت رسولِ الله المنتسِبين إلى شرعِ الله، نحبّهم لمحبَّتنا لله ورَسوله، نحبّ التابعين لهم بإحسانٍ الذين لهم قَدَم صدقٍ في العالَمين وحُسنُ بلاءٍ في هذا الدين، نحبّ علمَاءَ الأمّة الذين نصَروا هذا الدينَ ونشروا هذا الدين، من حَمَلة الحديثِ وحملة التّفسير والفقهِ وغيره من علوم الإسلام، الذين نقَلوا هذه الشريعةَ لنا، نحبّ كلَّ برٍّ تقيّ في أيّ زمان ومكان.
أمّة الإسلام، إنّ دينَنا دين الأخلاق الكريمة والبعدِ عن الأخلاقِ الرذيلة والخِلال الذميمة، الله جل وعلا قال في حقِّ نبيِّنا: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم:4]. فلولا أنّ للأخلاقِ شأنًا لما مُدِح بها خيرُ الأنبياء في خير كتُب الله. إن أطرَ النفس على الأخلاق الكريمة سبَبٌ لنجاتها من عذاب الله، وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:7-10]. إنّ الخُلُق الكريمَ سببٌ للخيريّة، ((خيركم أحسنُكم أخلاقًا))، وقد ضمِن النبيّ بيتًا في الجنة لمن حَسنَ خُلُقه. إنَّ الاهتمامَ بالأخلاق الكريمة وتنميَتها سببٌ لسعادةِ الأفراد في الدّنيا والآخرة، حمايَةُ الفضيلة ومحارَبَة الرّذيلة سببٌ يقي وحِصن يقي الأمّةَ من الانهيار.
لنَعُد إلى أنفسِنا وأبنائنا وبناتِنا، لنربِّهم على الأخلاق الكريمة في هذا الزّمَن الذي كثر فيه أسباب الشرّ وقلّ المنكِرون وأعلنت كثيرٌ من القنوات الفضائية حربَها على العقيدة، وحربَها على الأخلاق والقِيَم، وحربَها على الفضائل، فلنحصِّن أبناءَنا بدين الله، فعسى الله أن يجعَلَ في ذلك خيرًا وبرَكَة.
أيّها المسلم، إنّ المسلِمَ ليهتمّ كيف أولئك الذين يفكِّرون دائمًا في الفساد والإفسادِ، ما همُّهم إلاّ إفساد الأمة، تارةً يخرِجون المرأةَ من بيتِها باسم العدالة، أو يمنعونها حجابَها باسم الحرية، مطايا لشياطين الإنس والجنِّ فيما يجلبون به على الأمّة المسلمة، وهمُّهم هدمُ الإسلام، معاوِل هدمٍ للأخلاق والقِيَم، فنسأل الله أن يردَّ الجميع إلى الهدايةِ والتوفيق، نسأل الله أن يردَّ الجميع إلى الهداية وصلاحِ القولِ والعمل.
يا علماءَ الأمة المسلمة، أنتم ورَثَة الأنبياء، وأنتم حَمَلة الرّسالة، وأنتم عليكم التّبِعة، فبصِّروا عبادَ الله، اهدُوهم سبيلَ الرشاد، تكلَّموا بالحقّ، فلا تكتموا الحقَّ، ولا تقولوا باطلاً، بصِّروا الناس، وأفتوهم بشرعِ الله من غيرِ تساهلٍ ولا تشدّد، بل دين الله وسَط بين من غلا وجفا.
أيّها الدعاة إلى الله، ادعوا إلى الله على علمٍ وبصيرة، وادعوا إلى الله بإخلاصٍ، وحاوِلوا إصلاح أوضاع أمّتكم، وبيِّنوا الحقّ بحكمةٍ وبصيرة، ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ[النحل:125].
يا شبابَ الإسلام، إنّ أمّتَكم بأمسِّ الحاجة إليكم علماءَ عاملين وجنودَ منضَبطين وحملةً للشريعة ودعاةً لكلّ خير، فاحذروا المسالكَ الرديئة غلوًّا أو تفريطًا، وكونوا على الخطِّ المستقيم، هدانا الله وإيّاكم لكلّ خير.
أيّها المسلمون، إني أناشِد أهلَ الإسلام في العالَم الخارجيّ، أناشد الأقليّات من إخواننا المسلمين في العالم الخارجيّ لأقول لهم: اتّقوا الله، والزَموا دينَ الله، اتّقوا الله، واعلَموا أنّكم قِلّة وصوتُكم ضعيف، فاحذروا ـ إخواني ـ المسالكَ الرّعناء والمصادمات الهوجاء التي لا تخدِم مصالحكم، احفَظوا إسلامَكم، وربّوا أبناءَكم على الخير، واحذَروا أن يستغِلَّكم عدوّكم لأغراضه الدنيئَة وآرائه السيّئة، استقيموا على دينِ الله لعلّكم تفلِحون.
يا رجالَ الإعلام، اتّقوا الله في أنفسكم، وسخِّروا إعلامَكم فيما يخدِم الأمة، احذَروا أن يكونَ الإعلام موجَّهًا ضِدَّ العقيدة أو ضدَّ ثوابتِ الأمة أو نشرِ الفواحش. ويا من يملِكون القنواتِ الفضائية وقد استرعاكم الله على ذلك، اتّقوا الله، بم تواجهون ربَّكم يومَ القيامة؟! أبِأفلامٍ هابطة وبأجسادٍ عارية وبأغانٍ فاحشة؟! إنّكم مسؤولون أمام الله، فسخِّروا هذه الأجهزةَ لخِدمة هذه الشريعة.
إننا ـ وللأسفِ الشديد ـ نعاني من بعضِ القنوات الظالمة التي أخذَت على عاتقِها الطعنَ في الأمّة وتفكيكَ كلِمَتِها والبَحثَ عن المعايِب والسّعيَ في تَضليل الأمة وإحداث الفوضَى بين صفوفها، تدَّعي الإصلاحَ أحيانًا، وتدّعي الخير أحيانًا، وإذا نظرتَ إلى هذه الأجهزةِ وهذا الإعلامِ الجائر وجدتَه مجانِبًا للصّواب فيما يقول ويفعل. فلنتَّق الله، وليحذَر كلٌّ أن يقول ما سيندَم عليه، مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق:18].
وقفة أخيرةٌ: وقفةُ ثناءٍ واعترافٍ بالجميل، إنّني في هذا الموقفِ لأشكُر الله على نِعمَتِه أن يسَّر للحجيجِ أمرَهم وهيَّأ لهم أسبابَ الخير، وإنا لنشكر الله على هذه النعمةِ، ثم نشكر لكلِّ القوى المشارِكَة في أمنِ الحجيج، ومن أعظَمِهم رجالُ أمنِنا والمسؤولون عن لجان الحجّ واللّجنة المركزيّة ومن أعانهم ورِجال أمنِنا على اختلافهم، فلهم منّا التقدير والثناء، ونسأل الله لهم السدادَ في القول والعمل، فتلك مهمّةٌ عُظمَى، نسأل الله أن يعينَهم ويثبِّتَ أقدامهم ويجعلَ مساعيَهم مساعيَ خيرٍ وصلاح.
حجّاج بيتِ الله الحرام، ها أنتم قدِمتم إلى بلدِ الله الأمين، قد سُهِّلت لكم السبل، وذلِّلَت أمامَكم العَقَبات، فاشكروا الله على نِعمتِه، واسألوه المزيدَ من فضله. هذا بيتُ الله الحرام، آمِن بأمان الله، وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ[التين:3]، هذا بيتُ الله الحرام، حرامٌ بتحريمِ الله، فاحذَروا الإخلالَ بأمنه، ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ [الحج:30]. احذَروا تكديرَ صفوِ شعائره ومشاعره، وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ [الحج:25].
حجّاجَ بيت الله الحرام، لقد مضى على سَلفِنا الماضي قرونٌ عديدة، الحجُّ مِن أشقّ الأمور، لا يستطيعه الإنسان إلاّ بشقّ الأنفس، يحجّ الحاجّ، فربما ماتَ في الطريق، وربما ضلَّ عن الطريق، وإذا وصَلوا إلى البيت ضاقَ بهم ذَرعًا مِن حمل الماء ووعورَة السبل، وربّما حصَل قِتال، وربما تأخَّر إقليمٌ من أقاليم الإسلام لم يحجّ منها أحد، أمّا اليوم وقد هيّأ الله لهذا البلدِ الأمين رجالاً أرجو لهم من الله التوفيق والصلاح، اهتمّوا بهذا البيتِ أعظمَ اهتمام، فوفَّروا أمنَه ومرافِقَه الصحيّة وموادّه الغذائية، وهوّنوا وذلّلوا كلَّ الصعاب، وشقّوا الطّرُق، وهيّئوا المشاعرَ، واستنفدوا وُسعَهم وأوقاتهم، وأنفقوا الأموالَ الطّائلةَ في ذلك، فجزاهم الله عن الإسلامِ والمسلمين خيرًا، وبارك في مساعيهم، وجعل ذلك في ميزان أعمالهم. والمسلم حينما يرَى هذه التسهيلاتِ وهذه المهمّات ليسأل الله لهذه القِيادةِ مزيدًا من التوفيقِ والصّلاح، وأن يجعَلَهم أئمّةَ هدى ودُعاة خيرٍ وصلاح، إنه على كل شيء قدير.
أيّها الحاجّ المسلم، اتَّق الله في حجِّك، وراقب سنّةَ نبيّك، قفوا بعرفةَ إلى غروب الشمس، فإنها الموقف العظيمُ لكم، والنبيّ يقول: ((الحجّ عرفة)). فقِفوا بهذا المشعَر، صلّوا به الظهر والعصرَ جمعًا وقصرًا، أفِيضوا إلى مزدلفةَ، وصلّوا بها المغرب والعشاءَ جمعًا وقصرًا. ارمُوا جمرةَ العقبة من بعدِ منتصَفِ ليلة النّحر إلى صباح اليوم الحادي عشر، أي: أنّ جمرةَ العقبة زمنُها ثلاثون ساعة، من رَمي في آخرِ الليل أو الضّحَى أو العصر أو بعدَ المغرب أو بعد العِشاء أو قُبيل الفجر فقَد أدّى النسكَ إن شاء الله. ارمُوا الجمارَ في أيّام التشريق، واعلَموا أن كلَّ الليل محَلّ لرميِ الجمار إلى طلوع الفجر، كلّ هذا من التيسير.
أيّها الحاجّ الكريم، جنِّب النساءَ العاجزات عن الرميِ في وقت الذِروة، واختر وقتًا مناسبًا، والعاجِزُ مِن الرّجال ينيب غيرَه، فارمُوا الجمرة عن العاجزينَ من الرّجال، وكذلك النساء، لا تعرّضوهن للزّحام الشديد، إما أن تختاروا وقتًا مناسبًا، أو جنِّبوهن وقتَ الذِّروة والزحام، فذاك من توفيق الله.
أيّها الحجّاج، اتَّقوا الله في حجِّكم، وتعاونوا على البرّ والتقوى.
أوجِّه خطابي لحملات الحجيج والمسؤولين عن حملات الحجّ عمومًا أن يتَّقوا الله ويتعاونوا مع السلطة في سبيل تفويجِ الحجّاج، وفي سبيل الراحة، وفي سبيل الانتظام، فراعوا الأنظمةَ واحترموها، وإيّاكم وانتهاكَها، فإنها وضِعَت لمصالح الحجيجِ عمومًا.
أيّها المسلم، إنّ نبيّك يقول: ((من حجَّ هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجَع من ذنوبه كيومِ ولَدته أمه، والحجّ المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنّة))، فاتّق الله في جوارحِك ولسانك، في أقوالك وأفعالِك، اتّق الله في حجِّك، وكن بعدَ الحج خيرًا منك قبلَ الحجّ بتوفيق من الله.
أيّها المسلم، تذكَّر وأنت تلبَس الإحرام، تذكَّر يومَ تدرَج في أكفانك وتحمَل إلى قبرك، تذكَّر يومَ وقوفِك بين يَدَيِ الله في ذلك الموقف العظيم، تذكَّر أهوالَ الآخرة، فعساها أن تكونَ حادِيةًَ لك إلى الخيرِ والتزوّد مِنَ الأعمال الصالحة.
اللهمّ وفِّق الأمّة الإسلاميّة إلى كلّ خير، اللهم اغفِر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، وألّف بين قلوبهم، وأصلِح ذات بينهم، وانصرهم على عدوّك وعدوّهم، وجنّبهم الفواحش ما ظهرَ منها وما بطن، اللهمّ اجمَع قلوبهم على طاعتِك، واكفهِم شرَّ الأشرار وكيدَ الفجار...

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

خطب الحج يوم عرفة :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

خطب الحج يوم عرفة

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» خطب الحج فضل يوم عرفة والاستعداد للعيد
» مكتبة الحج (11) منة الرحمن فى فتاوى الحج وأخطاء الحجاج للفوزان د.أحمد مصطفى متولي
» كتب الحج والعمرة أحكام الحج والأضحية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
24 ساعة :: 
مكتبة الخطب والدروس الصوتية والمكتوبة
 :: الدروس والخطب :: خطب الحج والعمرة
-
انتقل الى:  
مواضيع مماثلة
أنت بحاجة للبرامج التالية
المواضيع الأخيرة
» محاكمة مبارك: مشادات بين اهالي الشهداء وقوات الامن امام اكاديمية الشرطة
خطب الحج يوم عرفة Icon_minitime02.01.12 9:30 من طرف 24akhbar

» وصول طائرة مبارك والمتهمين لبدء محاكمتهم بتهمة قتل المتظاهرين
خطب الحج يوم عرفة Icon_minitime02.01.12 9:14 من طرف 24akhbar

» العليا للإنتخابات: الإنتخابات في موعدها والكشوف النهائية خلال ساعات
خطب الحج يوم عرفة Icon_minitime15.11.11 7:30 من طرف 24akhbar

» على السلمى يجتمع اليوم مع رافضى "الوثيقة" للوصول لصيغة توافقية
خطب الحج يوم عرفة Icon_minitime15.11.11 7:09 من طرف 24akhbar

» مقتل أكبر تاجر "أعضاء بشرية" فى سيناء
خطب الحج يوم عرفة Icon_minitime15.11.11 7:02 من طرف 24akhbar

» الجماعة السلفية تؤكد مشاركتها فى مليونية "18 نوفمبر" إذا أقر المجلس العسكرى وثيقة السلمي
خطب الحج يوم عرفة Icon_minitime15.11.11 6:57 من طرف 24akhbar

» فيديو: أهداف مباراة مصر والبرازيل 2/0
خطب الحج يوم عرفة Icon_minitime15.11.11 6:49 من طرف 24akhbar

» فضيحة القنوات المصرية داخل الملاعب القطرية: رئيس "ميلودي سبورت" يعتدي على مراسل "مودرن" بالسبّ والضرب
خطب الحج يوم عرفة Icon_minitime15.11.11 6:41 من طرف 24akhbar

» الكسب غير المشروع يقرر التحفظ على أموال "حسن المير" عضو مجلس الشعب السابق
خطب الحج يوم عرفة Icon_minitime14.11.11 6:48 من طرف 24akhbar

» 238 أجنبيا اعتنقوا الإسلام عن طريق خدمة "بلغني الإسلام" عن بعد
خطب الحج يوم عرفة Icon_minitime14.11.11 6:38 من طرف 24akhbar

» جماعة الإخوان تعلن المشاركة فى جمعة "18 نوفمبر" مالم يتم سحب "وثيقة السلمى"
خطب الحج يوم عرفة Icon_minitime14.11.11 5:49 من طرف 24akhbar

» أنصار الأسد يقتحمون السفارة الليبية بدمشق
خطب الحج يوم عرفة Icon_minitime14.11.11 5:42 من طرف 24akhbar

» الدكتور صفوت حجازى يقود قافلة دولية إغاثية لقطاع غزة
خطب الحج يوم عرفة Icon_minitime14.11.11 5:37 من طرف 24akhbar

» المستشار عبد المعز: هناك دول رفضت بالتصويت للمصريين على أراضيها
خطب الحج يوم عرفة Icon_minitime13.11.11 8:13 من طرف 24akhbar

» رئيس مباحث أداب سابق يتهم زوجة حبيب العادلى باحالتة للمعاش عام 2006 بسبب شبكة دعارة تتزعمها المغربية نشوى خزيم صديقتها الشخصية
خطب الحج يوم عرفة Icon_minitime13.11.11 8:07 من طرف 24akhbar

» سلطة قضائية تطالب بـ "إعتقال سوذان مبارك"
خطب الحج يوم عرفة Icon_minitime13.11.11 7:48 من طرف 24akhbar

» الملك عبد الله يعين شقيقه الأصغر نائباً له
خطب الحج يوم عرفة Icon_minitime13.11.11 7:42 من طرف 24akhbar

» رئيس الإنتقالى الليبى: ليبيا ستنتهج " الإسلام المعتدل"
خطب الحج يوم عرفة Icon_minitime13.11.11 7:38 من طرف 24akhbar

» سوريا: الثوار يدعون للتصعيد والعصيان المدنى بعد تعليق العضوية
خطب الحج يوم عرفة Icon_minitime13.11.11 7:34 من طرف 24akhbar

» السعودية توجه الإتهام فى إقتحام سفارتها إلى "سوريا"
خطب الحج يوم عرفة Icon_minitime13.11.11 7:23 من طرف 24akhbar

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
قم بحفض و مشاطرة الرابط 24 ساعة على موقع حفض الصفحات

.: زوار هذا الإسبوع :.