قناة الحكمة تعود على "نايل سات" بتردد جديد
مفكرة الاسلام: أعلنت قناة الحكمة الفضائية عن عودة بثها على القمر الصناعي "نايل سات" بتردد جديد، وذلك بعد انقطاعها عدة إيام وسط موجة من إغلاق القنوات الإسلامية على القمر المصري.
وقالت قناة الحكمة في بيان مقتضب نشر على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة: "السادة مشاهدي قناة الحكمة .. نحيطكم علمًا بأنه قد تم تغيير تردد القناة إلى 10922 رأسي على مدار النايل سات".
وكانت إدارة القمر الصناعى "نور سات" قد قررت يوم الثلاثاء الماضي إغلاق قناة الحكمة على ترددها القديم 11316.
وقالت قناة الحكمة على موقعها الرسمي إنه "تم إيقاف بث قناة الحكمة الفضائية اليوم (الثلاثاء) 19 أكتوبر 2010، الساعة 3 عصرا؛ بسبب تأخر فى سداد أقساط تأجير التردد لدى القمر الصناعى "النور سات"".
وأشارت مصادر إعلامية ، عقب إغلاق القناة، أن أسباب الإغلاق ترجع إلى تأخر مستحقات مالية تصل إلى 100 ألف دولار مديونية على القناة لقمر "نور سات".
وجاء الإغلاق أيضًا عقب توقيع مذكرة تفاهم بين إدارة القمر الصناعى نور سات بالأردن وبين إدارة القمر الصناعى نايل سات.
وشهدت الساحة الإعلامية في مصر حملة من قبل إدارة القمر الصناعي "نايل سات" طالت غالبية القنوات الإسلامية التي تبث على القمر، وأهمها قنوات "نسائم الرحمة"، "الناس"، "الحافظ"، "خليجية"، "الصحة والجمال"، "صفا" و"ووصال".
وفي تعليقه على موجة إغلاق القنوات خاصة الإسلامية على قمر نايل سات، وصف وزير الإعلام المصري، أنس الفقي، ما جرى بـ"إجراء تصويبي تجاه القنوات المتطرفة".
وقال الفقي في بيان له نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط إن حرية الإعلام "لا تعني التجاوز" واضعاً الخطوات المتخذة في إطار "الحفاظ على قيم المجتمع المصري والعربي وتقاليده والحفاظ على أخلاقيات ومثل العمل الإعلامي المسؤول" على حد قوله.
وأوضح أن القرار جاء بعد "مراجعة ودراسة متأنية ووافية من قبل القائمين على النايل سات للتأكد من خروج المادة الإعلامية التي تبثها هذه القنوات عن الأخلاق والأديان والأعراف، حيث ثبت أن هذه القنوات تعمل على نشر آراء دينية متطرفة وتحض على عدم التسامح بين أطراف الأمة المصرية"، كما قال.
وأشار الفقي إلى أن القنوات المعنية "لم يقتصر دورها على أهل السنة فقط بل امتدت إلى الفكر الشيعي أيضا، ووصل إلى حد الدعوة الصريحة في إحدى المناسبات إلى القتل، بما جعل تدخل الدولة أمرا ضروريا حماية للسلام الاجتماعي من ناحية وحفظا للمجتمع من التطرف الديني".
ومع ذلك، رأى الفقي على أن حرية الإعلام "مكفولة، ولكن في إطار من الحرية المسؤولة واحترام الأديان والمعتقدات والمثل والقيم،" ونفى أن تكون خطوة قطع البث قد "مست بأي حال من الأحوال بحرية الإعلام،" واعتبر أن على شركات الإنتاج الإعلامي والأقمار الصناعية "أن تضع صالح المجتمع فوق أي اعتبارات اقتصادية أو مادية".
"الرحمة" .. "معادية للسامية"!!وفي تطور لاحق، نفى عمر شوتر رئيس مجلس إدارة قناة القمر الصناعي "نور سات" في الأردن وجود مؤامرة لإغلاق القنوات الإسلامية، موضحاً أن المذكرة التي تم توقيعها مع إدارة "نايل سات" تنص على أن أي قناة مخالفة لقوانين البث الفضائي ولقواعد الأنظمة المرئية لا يجوز أن تنتقل من قمر لآخر وهذا يعني أن القناة التي سيتم إيقافها من على "نايل سات" لن تبث من على "نور سات" والعكس.
وأكد أن المخالفات التي اتفق عليها هو واللواء أحمد أنيس رئيس مجلس إدارة القمر الصناعي "نايل سات" هي التحريض على الكراهية والإساءة للأديان الأخرى والإعلان عن أدوية غير مصرح بها وعدم الالتزام بدفع مستحقات القمر التابعة له هذا بالإضافة إلي برامج الخرافات والشعوذة والدجل التي تغيب عقول الناس.
ونقل عن شوتر قوله :"إن الأسباب التي طرحها أصحاب قنوات الحكمة ووصال وصفا هي الأسباب الحقيقة للغلق لكن بالنسبة لقناة الرحمة التي تشتهر بشيخها محمد حسان، فإن السبب وراء إغلاقها هو ما قررته المحكمة الدولية في فرنسا حول أن قناة الرحمة تبث مواد معادية للسامية وقد تم إغلاق هذه القناة منذ 6 شهور وحاربت أنا شخصياً لإعطائهم فرصة أخرى للبث من جديد ولكنهم يخالفون من جديد فهم يتطرقون للديانة المسيحية ويهاجمون اليهود ليس هناك مانع من طرح القضية الفلسطينية مثلاً والتحدث عن الصهيونية وما يرتكبونه من جرائم ضد الفلسطينيين لكن الممنوع هو مهاجمة اليهود وأنبيائهم وكذلك المسيحيين، ولن أستطيع حمايتهم أكثر من ذلك" وفق قوله.
فرصة للرحمة:وادعى شوتر أنه لا مؤامرة بين النايل سان والنور سات لإغلاق القنوات الدينية، فهو إيقاف مؤقت حتى تزال المخالفات وعلى الرغم من أن موقف قناة الرحمة صعب إلا أنه مستعد لإعطائهم فرصة أخرى وسوف يراقبون من قبل لجنة دولية حتى يمنحون ترخيصاً من جديد.
وحول تبعية الأقمار الصناعية النايل سات والنور سات لفرنسا أو غيرها من الدول الأوروبية، قال شوتر :"لدينا نحن والنايل سات قمر فرنسي يغطي جزءًا من أوروبا يستقبلون من خلاله قنواتنا والقانون الدولي للبث الفضائي يقول إن القنوات التي تبث من خلال قمر أوروبي يعرض في مناطق في أووربا يخضع لقانون الدولة وعليه الالتزام بالمواثيق الدولية".
لن يستطيع أحد أن يطفئ نور الله:
يأتي ذلك تأكيداً لتصريحات الشيخ محمد حسان، المشرف العام على قناة الرحمة الفضائية التي نفى فيها أن تكون المستحقات المالية هي السبب وراء إغلاق القناة، مؤكداً أنه فوجئ بقرار وقف البث دون أي إنذارات أو توجيه، مع عدم علمه بالأسباب التي أدت إلى توقف بث القناة وغيرها من القنوات الدينية الأخرى، مشيراً إلى أنه منذ الحصول على الترخيص لم يصل للقناة إنذار أو توجيه بالنسبة لأموال مستحقة.
وأضاف الشيخ حسان :"أن أكبر ضرر من تلك المسألة هو فقد منبر مبارك يبث منه دين الله، مشددا على أن القائمين على القناة لا ينظرون إلى الأضرار المادية، وأن تلك القنوات لم تكن تشعل الفتنة الطائفية، بل على العكس كانت صمام أمن للوطن، موضحاً أن القائمين على قناة الرحمة من أكثر الناس غيرة على وطنهم".
وقال حسان - خلال لقائه على قناة الجزيرة مباشر - إنه يرجو الله ألا يفارق أرض مصر في الدعوة والتبليغ لدين الله، لكن إذا اضطر فسيذهب إلى أقصى الأرض من أجل تبليغ دعوة الله، مشيراً إلى أنه مع التصويب إذا كان بالشرع ولعدم إثارة الفتن، أما إذا كان هناك تنازل عن ثوابت الدين فلن تستطيع قوة على وجه الأرض أن تطفئ نور الله، معلنا استعداده للتوقيع على ميثاق الشرف الإعلامي بحضور خبراء في كافة المجالات، ومنهم الأزهر الشريف ممثلا في مجمع البحوث الإسلامية.