إلى كل من ينام عن صلاة الفجر
بسم الله الرحمـن الرحيم
إلى كل من ينام عن صلاة الفجر
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين وبعد. أخي الكريم أختي الكريمة.
إن الكثير من المسلمين في هذا العصر أضاعوا صلاة الفجر..وكأنها سقطت من قاموسهم.. فيصلونها بعد انقضاء وقتها بساعات بل يقوم بعضهم بصلاتها قبل الظهر مباشرة ولا يقضيها الآخرون،بل منهم من لا يصليها أصلا.
إن الإنسان منا إذا أحب آخرا حبا صادقا..أحب لقاءه..بل اخذ يفكر فيه جل وقته.. وكلما حانت لحظة اللقاء لم يستطع النوم..حتى يلاقي حبيبه.. فهل حقا أولئك الذين يتكاسلون عن صلاة الفجر..يحبون الله؟ هل حقا يعظمونه ويريدون لقاءه؟..أفلا يستحق ذلك الإله الرحيم الكريم منك أن تستيقظ له يوميا في الخامسة والنصف صباحا لتشكره في خمس أو عشر دقائق على نعمه العظيمة؟ أخي الكريم أختي الكريمة كم أجورا ضيعتها يوم نمت عن صلاة الفجر كم حسنات ضيعتها يوم سهوت عنها أو أخرتها،كم من كنوز فقدتها يوم تكاسلت عنها. أما تعرف أن صلاة الفجر تعدل قيام ليلة كاملة؟ يقظة من قيام+إجابة للأذان+صلاة مع أهل الإيمان=ثواب قيام ليلة.قال صلى الله عليه وسلم(
من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله) أخرجه مسلم.
الحفظ في ذمة الله لمن صلى الفجر(فعن أبو ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(
من صلى الصبح فهو في ذمة الله) رواه مسلم، نعم إنها ذمة الله ليست ذمة ملك من ملوك الدنيا إنها ذمة ملك الملوك ورب الأرباب وخالق الأرض والسماوات ومن فيها.
كن إذن من رجال الفجر،وأهل صلاة الفجر،أولئك الذين ما إن سمعوا النداء يدوي،الله اكبر الله اكبر،الصلاة خير من النوم،هبوا وفزعوا وتركوا الفراش وان طاب المنام،ملبين النداء، فما ظنك بمن خرج لله في ذلك الوقت،لم تخرجه دنيا يصيبها،ولا أموال يقترفها،أليس هو اقرب للإجابة؟ -صلاة الفجر جماعة نور يوم القيامة: قال صلى الله عليه وسلم:(بشر المشاءين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة)رواه الترمذي وابن ماجة.والنور على قدر الظلمة فمن كثر سيره في ظلام الليل إلى الصلاة عظم نوره وعم ضياءه يوم القيامة.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(
فيعطون نورهم على قدر أعمالهم فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل بين يديه ومنهم من يعطى فوق ذلك ومنهم من يعطى نوره مثل النخلة بيمينه حتى يكون آخر من يعطى نوره على إبهام قدمه يضيء مرة وينطفئ مرة).
قال تعالى:"
يوم ترى المؤمنين والمؤمنات نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم"الحديد.
-دخول الجنة لمن يصلي الفجر في جماعة:روى البخاري ومسلم قوله صلى الله عليه وسلم:"من صلى البردين دخل الجنة" وقال صلى الله عليه وسلم:"لن يلج النار احد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها"والبردان هما صلاة الفجر والعصر.
وصلاة الفجر هي من أحب الأمور إلى النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول:"
ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها"وفي رواية لمسلم:"لهما أحب إلي من الدنيا جميعها".
الله اكبر.إذا كانت الدنيا بأسرها وما فيها لا تساوي في عين النبي صلى الله عليه وسلم شيئا أمام ركعتي الفجر فماذا يكون فضل صلاة الفجر بذاتها؟
-قران الفجر:يقول الله تعالى:"
وقران الفجر إن قران الفجر كان مشهودا" وقران الفجر هو صلاة الفجر التي تشهدها الملائكة، وقد فصل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال:"يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار،ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر،ثم يعرجوا الذين تابوا فيكم فيسألهم وهو اعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون:تركناهم وهم يصلون واتيناهم وهم يصلون". أخي المسلم، أختي المسلمة، لشهود هذه الصلاة التي تجدد الإيمان وتحيي القلوب، وتشرح الصدور، وتملا النفس بالسرور، ويثقل الله بها الموازين ويعظم الأجور..إن لذة الدقائق التي تنامها وقت الفجر لا تعدل ضمة من ضمات القبر، أو زفرة من زفرات النار،يأكل المرء بعدها أصابعه ندما ابد الهر.فتبا للذة تعقب ندما، وراحة تجلب ألما. عباد الله كما أن للمحافظ على صلاة الفجر جماعة أجور وكنوز فان لمن ضيعها آثار مدمرة وعقوبات مخيفة. أولها:الاتصاف بصفات المنافقين،قال تعالى:"وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا"وقال صلى الله عليه وسلم:"ليس صلاة أثقل على المنافقين من صلاة العشاء والفجر ولو يعلمون ما فيهما لا توهما حبوا" رواه الشيخان عن أبي هريرة.
ثانيها:الويل والغي لمن ترك صلاة الفجر،قال تعالى:
فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون" وقال عز وجل:"
فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا" أضاعوها فاخروها عن وقتها كسلا وسهوا ونوما، والغي هو واد في جهنم تتعوذ منه النار في اليوم سبعين مرة. ثالثها:يبول الشيطان في أذنيه كما روي أن ابن مسعود قال: ذكر رجل عن النبي صلى الله عليه وسلم نام ليلة حتى أصبح قال:"ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه" وهذا إن دل على شيء ، فإنما يدل على أن الشيطان قد استولى عليه واستخف به حتى جعله مكانا للبول ، نعوذ بالله من ذلك. رابعها:الخبث والكسل طوال اليوم لمن نام عن صلاة الفجر. خامسها:كسر الرأس في القبر ويوم القيامة، فقد ثبت في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم: رأى في رؤيا له أن رجلا مستلقيا على قفاه وآخر قائم عليه بصخرة يهوي بها على رأسه فيشد في رأسه فيتدهور الحجر، فإذا ذهب ليأخذه فلا يرجع حتى يعود رأسه كما كان يفعل به مثل المرة الأولى، وهكذا حتى تقوم الساعة، فقال صلى الله عليه وسلم:هذا جبريل، قال: هذا الذي يأخذ القران ويرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة".سادسها:يمنع الرزق وبركته قال ابن القيم:" ونومة الصبح تمنع الرزق لأنه وقت تقسم فيه الأرزاق".عباد الله كيف نأمل أن ينصرنا الله عز وجل وان يرزقنا ويهزم أعدائنا وان يمكن لنا في الأرض ونحن في تقصير وتفريط في حق الله؟ كيف نسمع نداءه في كل يوم حي على الفلاح الصلاة خير من النوم ونحن لا نستجيب؟ هل أمنا مكر الله؟ هل نسينا وقوفنا بين يدي الله؟ فيا عباد الله قم عن الفراش وانهض من نومك واستعن بالله رب العالمين.وبعد هذه المقالة ...ماهو العلاج؟
-أن يقوم كل واحد منا بوضع منبه يضبطه على ميعاد صلاة الفجر يوميا.-أن يتم إعطاء الصلاة منزلتها في حياتنا فنضبط أعمالنا على الصلاة وليس العكس.-أن ننام مبكرا ونستيقظ للفجر ونعمل من بعده.. فبعد الفجر يوزع الله أرزاق الناس.-أن يلتزم كل منا بالصحبة الصالحة التي تتصل به لتوقظه فجرا وتتواصى فيما بينها على هذا الأمر.-أن نواظب على أذكار قبل النوم ونسال الله تعالى أن يعيننا على أداء الصلاة.-أن نشعر بالتقصير والذنب إذا فاتتنا الصلاة المكتوبة ونعاهد الله على عدم تكرار هذا الذنب العظيم
بقلم الشيخ::أحمد صبرى