صلة الأرحام وخطب مكتوبه
ملخص المادة العلمية
1- منزلة صلة الأرحام في دين الإسلام. 2- كيف يصل المرء رحمه. 3- فضل صلة الرحم. 4- عقوبة قطع الرحم.
- من معالم البعثة:
روى الشيخان عن أبي سفيان في حديثه الطويل مع هرقل، وفيه أن هرقل قال له: ((فماذا يأمركم؟ قال: اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئاً واتركوا ما يقول آباؤكم ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة)).
2- يوصي بها في كل خطبة: يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجلاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً.
روى ابن حبان وروى أنس مرفوعاً: ((أرحامكم أرحامكم)).
ابن عساكر عن ابن مسعود مرفوعاً: ((اتقوا الله وصلوا أرحامكم)).
وروى ابن حبان عن أبي هريرة مرفوعاً: ((أطب الكلام وأفش السلام وصل الأرحام وصلّ بالليل والناس نيام ثم ادخل الجنة بسلام)).
منزلة صلة الرحم عند رب العالمين:
وفي الحديث المتفق عليه من حديث أبي هريرة مرفوعاً: ((إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم، فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطعية قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك واقطع من قطعك؟ قالت: بلى، قال: فذلك لكِ))، ثم قال الرسول: ((اقرؤوا إن شئتم فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم)).
روى أحمد عن ابن عباس مرفوعاً: ((إن الرحم شجنه آخذه بحجزة الرحمان تصل من وصلها وتقطع من قطعها)).
روى البخاري عن أبي هريرة مرفوعاً: ((الرحم شجنه من الرحمن قال الله: من وصلك وصلته، ومن قطعك قطعته)).
روى مسلم عن عائشة: قالت: قال صلى الله عليه وسلم ((إن الرحم أخذت بقائمة من قوائم العرش)).
((الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله)).
روى أحمد وأبو داود من حديث أبي هريرة مرفوعاً: ((قال الله تعالى: أنا خلقت الرحم، وشققت لها اسماً من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته، ومن بتها بتته)).
كيف يكون صلة الرحم؟
1- معرفة النسب - تصبح قريبة بالصلة.
روى الحاكم عن ابن عباس مرفوعاً: ((اعرفوا أنسابكم تصلوا أرحامكم فإنه لا قرب بالرحم إذا قطعت وإن كانت قريبة ولا بعد بها إذا وصلت وإن كانت بعيدة)).
2- بالأفعال:
وفي قصة أبي طلحة في الصحيحين وقد تصدق بستانه فقال : ((بخ ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، وقد سمعت ما قلت، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين، قال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله، فقسمها في أقاربه وبني عمه)).
في الحديث المتفق عليه زينب زوج ابن مسعود قال الرسول : ((تصدقن يا معشر النساء ولو من حليكن)) قالت امرأة عبد الله بن مسعود فقلت: لعبد الله: سلْ رسول الله : امجزئ عني أن أنفق عليك وعلى أيتام في حجري من الصدقة؟ فقال: سلي أنتِ رسول الله ، فانطلقت فوجدت بلالاً فقالت له: سل رسول الله ايجزئ أن أنفق على زوجي وأيتام في حجري؟ فسأله، فقال : ((لهما أجران أجر القرابة وأجر الصدقة)).
3- بالإحسان إليها:
روى مسلم من حديث أبي ذر مرفوعاً: ((ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيراً فإن لهم ذمة ورحماً)).
روى الترمذي عن البراء بن عازب مرفوعاً: ((الخالة بمنزلة الأم)).
وفي الحديث المتفق عليه عن ميمونة: ((اعتقت وليدة قال: أما إنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك)).
4- النصيحة:
وروى مسلم عن أبي هريرة: لما نزلت وأنذر عشيرتك الأقربين، دعا رسول الله قريشاً فعمّ وخصّ وقال: ((يا بني عبد شمس يا بني كعب بن لؤي: أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني مرة بن كعب.. يا بني عبد مناف.. يا بني هاشم.. عبد المطلب.. يا فاطمة.. فإني لا أملك لكم من الله شيئاً غير أن لكم رحماً سأبُلها ببلالها)).
5- السلام:
وفي مسند البزار عن ابن عباس مرفوعاً: ((بلوا أرحامكم ولو بالسلام)).
6- مقابلة الإساءة بالإحسان:
روى البخاري عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً: ((ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل إذا قطعت رحمه وصلها)).
روى مسلم عن أبي هريرة مرفوعاً: ((أن رجلاً قال: إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي فقال: لئن كنت كما قلت: فكأنما تسفُّهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم)).
وقال : ((صل من قطعك، وأحسن إلى من أساء إليك، وقل الحق ولو على نفسك)).
فضائل صلة الرحم:
وفي مسند أبي يعلى عن رجل من خثعم مرفوعاً: ((أحب الأعمال إلى الله إيمان بالله ثم صلة الرحم ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..)).
روى البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله قال: قال الله: ((أما ترضين أن أصل من وصلك)).
روى أحمد والترمذي عن أبي هريرة: قال: قال صلى الله عليه وسلم ((تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر)).
وقال ابن مسعود مرفوعاً: ((صلة الرحم تزيد في العمر، وصدقة السر تطفئ غضب الرب)).
وروى أحمد وأبو داود عن أبي هريرة: قال: قال صلى الله عليه وسلم ((وإن أعجل الطاعة ثواباً لصلة الرحم، حتى إن أهل البيت ليكونوا فجرة فتنموا أموالهم ويكثر عروهم إذا تواصلوا)).
وروى البيهقي عن أبي هريرة مرفوعاً: ((ليس شيء أطيع الله تعلى فيه أعجل ثواباً من صلة الرحم)).
روى البخاري عن أبي هريرة مرفوعاً: ((من سره أن يبسط في رزقه وأن ينسأ في أثره فليصل رحمه)).
وروى أحمد والبيهقي في الشعب عن عائشة مرفوعاً: ((صلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار يعمرن الديار ويزدن في الأعمار)).
وفي صحيح البخاري عن أبي أبو أيوب أن رجلاً قال: أخبرني بعمل يدخلني الجنة؟ فقال : ((تعبد الله لا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الأرحام)).
عقوبة قاطع الرحم:
في مسند أبي يعلى عن رجل من خثعم مرفوعاً: ((وأبغض الأعمال إلى الله الإشراك بالله ثم قطيعة الرحم)).
روى البخاري عن أبي هريرة: قال: قال صلى الله عليه وسلم ((وأقطع من قطعك)).
وروى الطبراني عن عوف بن مالك قال : ((أخاف عليكم تسعاً: إمارة السفهاء، وسفك الدماء، وبيع الحكم، وقطيعة الرحم، ونشواً يتخذوا القرآن مزامير، وكثرة الشرط)).
روى الترمذي عن أبي هريرة مرفوعاً: ((إياكم وسوء ذات البين فإنها الحالقة)).
روى أحمد وأبو داود عن أبي بكرة مرفوعاً: ((ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم)).
روى البخاري عن جبير بن مطعم مرفوعاً: ((لا يدخل الجنة قاطع)).
وروى البخاري في الأدب المفرد عن أبي هريرة مرفوعاً: ((إن أعمال بني آدم تعرض كل عشية خميس ليلة جمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم)) [قال الألباني ضعيف].
وروى الطبراني عن ابن مسعود مرفوعاً: ((إن أبواب السماء مغلقة دون قاطع الرحم)).
وروى البخاري في الأدب المفرد عن ابن أبي أوفى مرفوعاً: ((إن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع الرحم)) [قال الألباني ضعيف].