خطب عيد الفطر المبارك

شبكة شهادة الإسلام
الدروس والخطب



الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر. الله أكبر،الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد0 الله أكبر عدد ما ذكر الله ذاكر وكبر ، الله أكبر عدد ما حمد الله حامد وشكر ، الله أكبر ما سطع فجرُ الإسلام وأسفر، الله أكبر ما أقبَلَ شهرُ الصيام وأدبر، الله أكبر ما فرح الصائم بتمام صيامه واستبشر ,الله أكبر عدد ما تاب تائب واستغفر ، الله أكبر ما أعاد علينا من عوائد فضله وجوده ما يعود في كل عيد ويظهر 0الله أكبر! الله أكبر! لا إله إلا الله! الله أكبر! الله أكبر ولله الحمد!
الحمد لله الذي سهل لعباده طرق العبادة ويسر ، وتابع لهم مواسم الخيرات لتزدان أوقاتهم بالطاعات وتعمر ، الحمد لله الذي جعل لنا هذا العيد يوم جزاء وثواب يعود علينا وفي كل سنه يتكرر، وله الحمد أعظم من ذلك وأكثر ، الحمد لله على نعمه التي لا تحصر والشكر له على آلائه التي لا تقدر ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، الملك العظيم الأكبر ،الذي جعل كل شئ وقتاً وأجلا مقدر ، فما مضى شهر الصيام إلا وأعقبه بأشهر الحج إلى بيته المطهر، وتأذن بالزيادة لمن شكر،وتوعد بالعذاب من جحد وكفر، تفرد بالخلق والتدبير وكل شيء عنده مقدر 0وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صاحب الوجه الأنور ، والجبين الأزهر ،طاهر المظهر والمخبر،وأنصح من دعا إلى الله وبشر وأنذر,الشافع المشفعُ في المحشر،نبي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومع ذلك أطال القيام على قدميه حتى تفطر .اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى أله وأصحابه أجمعين والتابعين لهم بإحان إلى يوم الدين :أما بعد فيأيها المسلمون)اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ( فان تقوى الإله جل في علاه سر النجاح، وطريق الفلاح، وينبوع الصلاح ،إن دمتم سعادة وفلاحاً ،وطلبتم هداية وصلاحاً ،وقصدتم خيراً ونجاحاً ، فعليكم بتقوى الله 0 من أراد عزاً من غير جاه ،ورفعة من غير منصب، وغنىً من غير مال ، فعليه بتقوى الله ،إن تقوى الله خير ذخر يدخر،ولباس يزين به ما بطن وما ظهر،هي الطريق لكل خير،والحصن الحصين والدرع الواقي من كل بلاء وضر ، فعليكم بتقوى الله،لازموها مساءاً وصباحاً ،غدواً ورواحاً ،وإن المؤمن صدقاً من يكون عمله بالطاعات،واجتنابه للمعاصي ديناً له ومنهاجاً إلى أن يتوفاه الله عز وجل فلا تزيدهُ مواسم الخير إلا اجتهاداً في العبادة وحرصاً على الطاعة ،وترويضاً للنفس على الخير ،واحْمَدوا الله واشكروه كما منَّ عليكم بإتمام صيامِ هذا الشهرِ وقيامِه وادعوا الله بالقبول , ثم واصلوا الطاعة بالطاعة فإن ربَّ رمضانَ هو ربُّ شوالٍ وربُّ غيرِه من الشهور, وإياكم أن تكونوا )كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا ( النحل :92فتتبعوا أعمالكم الصالحةَ أعمالاً سيئة تفسدها عليكم , وبئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان إن الله تعالى يقول: ) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (الحجر:99أي:استمرَّ في جميع الأوقات على التقرب إلى الله بأنواع العبادات,حتى يأتيك الموت.فيا أصحاب القلوب الخاشعة في رمضان ،والعين الدامعة والألسن التالية ،والأيدي المنفقة , بعدما صرت من حزب الرحمن ,تنقلب على عقبيك فتنظم إلى حزب الشيطان ؟ وهل يليق بك بعد ما كنت في في جملة الطائعين المرحومين , أن تصير في زمرة العاصين المحرومين؟ أيليق بك بعد أن كنت في رمضان برا تقيا, أن ن تصير في الإفطار جبارا شقيا؟ فبعدما نجحتم بتوفيق الله ياعباد الله على مدار الشهر في إصلاح الظاهر حين تعاطف الناس في المشاهد العبادية وشكل الشهر تظاهرة كبرى تهز العداء ،وتسر الصديق فماذا عن السرائر وعلل الضمائر تنطوي القلوب على آفات لا يعلمها إلا الله فهل تجاهد نفسك على فك أسرها من أغلال الأحقاد والغرور والحسد والسعي بالنميمة وغيرها فحافظ على رصيدك من الإيمانيات والروحانيات وإياك وتسب الفتور عبر بوابة التآكل الروحي وجفاف المنابع فإنك حينها تقع في شرك الشهوة والشبهة وتنهزم لأول عارض وتنقض الغزل أنكاثا وتحور بعد الكور نعوذ بالله من الضلالة بعد الهدى0 0
أكبر! الله أكبر! لا إله إلا الله! الله أكبر! الله أكبر ولله الحمد!
عباد الله:إن أعظمَ ما أمر الله به التوحيد , وأعظمَ ما نهى عنه الشرك .قال الله تعالى )وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا( النساء : 36 فالتوحيد : هو إفرادُ اللهِ بالعبادة , والإقرار له بأنه الخالق الرازق المالك المدبر لملكوت السموات والأرض ,وأن له الأسماء الحسنى والصفات العلى , فهو الرب العظيم الغني الحميد , ومن سواه مخلوق ضعيف لا يملك لنفسه نفعاً , ولا يدفع عنها شراً ولا ضرَّاً , قال الله تعالى ) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ( مريم: 93-95وأما الشرك فهو دعوة غير الله معه ! أو صرف شيء من حقوق الله لمخلوق كائناً من كان .والشرك خطير جداً عليك أيها الموحد , لأنه إذا دخل في العبادة أفسدها كما أن الحدث إذا خالط الطهارة أبطلها قال الله تعاِلى ) وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(الأنعام :88 وقال عز وجل)وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا( الفرقان :23وقد تكاثرت الأدلة من القرآنِ والسنةِ محذرةً من الشرك ! وأخبر النبي r أن الشرك يعود مرة ثانية فيقع بين المسلمين فقال( لا يَذْهَبُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتَّى تُعْبَدَ اللاتُ وَالْعُزَّى)0وإن من علامات صحة التوحيد ـ أيها المسلمون ـ أن نخاف من الشرك ,قال النبي r للصحابة رضي الله عنهم(إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الشِّرْكُ الأصْغَرُ قَالُوا:وَمَا الشِّرْكُ الأَصْغَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : الرِّيَاءُ ) بل قال الله تعالى) وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ (ابراهيم : 35 فإذا خاف إبراهيم عليه السلام من الشرك على نفسه وعلى بنيه واستعاذ بالله من عبادة الأصنام,فحري بنا نحن أن نخاف من الشرك.. قال بعض السلف:"من يأمن البلاء بعد إبراهيم" فحققوا التوحيد لله رب العالمين حققوا كلمة التوحيد لاالله إلا الله وحده لاشريك له.فالتوحيد هو أول الدين وأخره,وظاهره وقطب رحاه, وذروة سنامه .فاحذروا ما يخدش عقيدتكم ويفسد أعمالكم من الشرك أكبره وأصغره جليله وخفيه . فمالك النفع والضر هو الله وحده. واحذروا مسالك السحرة والعرافين,وإتيان الكهنة والمنجمين, وأدعياء علم الغيب والمشعوذين, لتكونوا من الموحدين المخلصين لله رب العالمين. 0 الله أكبر! الله أكبر! لا إله إلا الله! الله أكبر! الله أكبر ولله الحمد!
أمة الإسلام:إن السنة هي جميع ما كان عليه النبي r وأصحابه من عقيدة وعمل,و إتباعها من أسباب محبة الله , والفلاح في الدنيا والآخرة قال الله تعالى: )قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ(آل عمران :31
وأما البدعة : فهي الإحداث في الدين على خلاف ما كان عليه النبيُّ r وأصحابُه من عقيدة أو عمل . والبدعة محرمة لقول الله تعالى ) وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ( النساء: 115وكان من هدي النبي r تحذيرُ أصحابِه رضي الله عنهم من البدع ومن الإحداث في الدين مع أنهم خير القرون وأعلم الأمة,فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ rإِذَا خَطَبَ ـ يعني يوم الجمعة ـ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ وَعَلاَ صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ وَيَقُولُ:(أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الأمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ) وعن حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رضي الله عنهما قال:كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ r عَنْ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ. فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ ؟ قَالَ ( نَعَمْ ) فَقُلْتُ : هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ ؟ قَالَ ( نَعَمْ وَفِيهِ دَخَنٌ ) قُلْتُ : وَمَا دَخَنُهُ ؟ قَالَ ( قَوْمٌ يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِي وَيَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ ) فَقُلْتُ : هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ ؟ قَالَ ( نَعَمْ دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا ) فَقُلْتُ:يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا ! قَالَ ( نَعَمْ : قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا ) قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَرَى إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ ؟قَالَ ( تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ ) فَقُلْتُ : فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلا إِمَامٌ ؟ قَالَ ( فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ ) وعن عوف بن مالك رضي الله عنه قال:قال رسول الله r ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة , فواحدة في الجنة وسبعون في النار وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة , فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة , والذي نفس محمد بيده لتفترقنَّ أمتي على ثلاث وسبعين فرقة . واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار) قيل: يا رسول الله منهم قال ( الجماعة ) وفي حديث آخر( ما أنا عليه وأصحابي )وعن العرباضَ بنَ سارية رضي الله عنه قال : صلى بنا رسول الله r ذات يوم صلاة الصبح ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال قائل:يا رسول الله كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا ؟ فقال(أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبداً حبشياً فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة )فما أحسنها من وصية من رسول الله r ! ففي آخر حياته حذر أصحابه من البدع ..وقد وقعت هذه الوصيةُ موقعها في الصحابة رضي الله عنهم ولذلك لم تقع من أحدٍ منهم بدعة حتى لقوا ربهم .بل كانوا يُحَذِّرون من البدع والمحدثات ويُنْكِرون على من فعلها وإن حَسُنَتْ نيتُه 0فعن مُجَاهِد بن جبر رحمه الله عَنْ اِبْن عَبَّاس رضي الله عنهما أَنَّهُ " طَافَ مَعَ مُعَاوِيَة رضي الله عنه بالكعبة فَكَانَ مُعَاوِيَة لا يَمُرّ بِرُكْنٍ إِلا اِسْتَلَمَهُ ويقول : لَيْسَ شَيْء مِنْ الْبَيْت مَهْجُورًا ، فَقَالَ لَهُ اِبْن عَبَّاس ) لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُول اللَّه أُسْوَة حَسَنَة (الأحزاب: 21يعني ولم يستلم إلا الحجر الأسود والركن اليماني فَقَالَ مُعَاوِيَة : صَدَقْت " فانتهى رضي الله عنه حين عرف أنه خالف السنة .وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال :" اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كُفِيتُمْ" وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : (ما يأتي على الناس من عام إلا أحدثوا فيه بدعة وأماتوا فيه سنة حتى تحيى البدع وتموت السنن)
أيها المسلمون: شرائع الإسلام الظاهرة وأركانه الخمس العظيمة حافظوا عليها ولا تضيعوها فمن ضيعها فهو لما سواها أضيع .فالصلاة عمود الدين وأول ما يسأل عنها العبد يوم القيامة والزكاة تنمي المال وتزكيه وتبارك فيه وتغني الفقراء عن المسألة، والصوم يهذب النفوس ويزكيها ويجلب لها التقوى ،والحج يمحو الله به الذنوب ويكفر به السيئات. ثم احذروا الفواحش ما ظهر منها وما بطن فلا تقربوها ولا تقربوا ما يؤدي إليها واخلصوا لله في أعمالكم وأقوالك)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ(التوبة:119يقول الحسن البصري رحمه الله تعالى"الناس هلكى إلا العالمون,والعالمون هلكى إلا العاملون,والعاملون هلكى إلا المخلصون,والمخلصون في خطرعظيم لأن الله يقول) لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً أَلِيماً( 0أكبر! الله أكبر! لا إله إلا الله! الله أكبر! الله أكبر ولله الحمد! أيها المسلمون : إن منزلة العلماء عظيمة في دين الله عز وجل , فهم خلفاء النبي محمد r في أمته , وهم الذين حازوا ميراثه، فحملوا العلم وأرشدوا الناس لمصالح دينهم ودنياهم , ولذا كان احترامهم وتقديرهم وأخذ العلم عنهم مما يُتقرب به إلى الله , قال الله عز وجل مثنيا عليهم رافعاً لشأنهم ) إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ( فاطر:28وقال ) قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ( الزمر:9وإن مما يؤسف له حقاً أنه قد صار بعض الناس يتكلمون في العلماء ويقدحون فيهم بما لا ينبغي من مسلم يرجو الله والدار الآخرة .قدحوا فيهم بحجة أنهم مقصرون في الدعوة أو في إنكار المنكرات , أو أنهم علماء السلاطين , أو أنهم مداهنون للحكام إلى غير ذلك مما يندى له الجبين ويحزن له المسلم العاقل !!وهذا نذير خطر وبادرة شر,وهو قول متخرصٍ لم يطلع على جهود العلماء العظيمة في تعليم العلم وتوجيه الأمة وإنكار المنكرات , ودرءِ الفتن والشبهات , بل هو مغرور مسكين قد صار مطيةً للشيطان , وبُوقاً لدعاة الفتنة , وقائلاً بغير علم والله عز وجل يقول )وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً( الإسراء: 36 فالواجب علينا خوفُ ربِنا ,وحفظُ ألستِنا ,واحترامُ علمائِنا , والدعاءُ لهم بظهر الغيب بالتوفيق والتسديد , ثم الذب عن أعراضهم ممن ينال منهم من الجهال والمغرضين0قال ابن عساكر رحمه الله اعلم يا أخي وفقنا الله تعالى وإياك لمرضاته، وجعلنا ممن يتقيه ويخشاه حقَّ تقاته أن لحومَ العلماءِ مسمومة،وعادةَ اللهِ في هَتْكِ أستارِ مُتْنَقِصِيهم معلومة ،وأن من أََطَلَقَ لسانَه في العلماء بالثَّلْب، ابتلاه الله قبل موته بموت القلب .
الله أكبر! الله أكبر! لا إله إلا الله! الله أكبر! الله أكبر ولله الحمد!
أُمَّةَ العقيدة : إن الله تعالى يقول ) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ( التوبة:65-66 فقد حكم الله عز وجل في كتابه بكفر من استهزأ به أو بكتابه أو برسوله أو بدينه , وهذا الكفر كفر أكبر مخرج من ملة الإسلام . وقد وُجِدَ مع الأسف في بعض القنوات الفضائية برامج تدخل تحت هذا الحكم , حيث تعرض برامج تسخر بشعائر الدين ,من اللحية أو الحجاب ,أو بأهل الدين من القضاة أو طلاب العلم أو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر !وفعل الذين قاموا على تلك البرامج واضح التحريم ,ولكنَّ المصيبةَ العظمى والطعنةَ النَّجلا أن كثيراً من المسلمين ممن يعلنون كراهيتهم لهذه البرامج , ومعارضتهم لهذه الأفكار , يقومون في نفس الوقت بمتابعتها , والنظر إليها , والتسلي بها ؟ وهذا أمر محرم , بل إن ظاهر القرآن يدل على أن الحكم في الفاعل وفيمن جلس معه واحد قال الله تعالى : ) وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ( النساء: 140ألا فاتقوا الله عباد الله واحذروا أسباب سخطه وموجبات عقابه , , اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك , وبعفوك من عقوبتك , ونعوذ بك منك لا نحصي ثناءً عليك , أنت كما أثنيت على نفسك ، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياك بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، قد قلت ما قلت، وسمعتم ، فالخير ما وفقت إليه ، والشر ما أعرضت عنه والله نعم المولى ونعم النصير ، واستغفر الله أن أقول عليه بلا علم ، فاستغفروا ربكم إنه كان غفاراً0


















الخطبة الثانية : لعيد الفطر 1428هـ
الله أكبر! الله أكبر! الله أكبر! الله أكبر! الله أكبر! الله أكبر! الله أكبر! 00 الله أكبر! الله أكبر! لا إله إلا الله! الله أكبر! الله أكبر ولله الحمد! 0
الحمد لله معيد الجمع والأعياد ، ليفيض فيها من الخيرات على العباد ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة أدخرها ليوم المعاد ، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله فضله على سائر العباد ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم التناد، وسلم تسليماً كثيراً0أمابعد: أيها المسلمون والمسلمات : إن من أعظم ما يجلب سعادةَ القلبِ , ويُبْعِدُ الهمَّ ويزيلُ الغَمَّ كثرةَ الطاعاتِ والتقرب بالعبادةِ إلى رب الأرض والسماوات قال الله تعالى )مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( النحل :97 فالتعبد لله عز وجل بالصلاة وقراءة القرآن والصوم والصدقة وغيرها من أسباب انشراح الصدر وأُنْسِ القلب وطيب العيش , وقد وجد ذلك الصالحون قبلنا , فهذا أحدهم يقول:"والله لولا الليل ما أجببت الحياة !!!" يعني أنه يأنس بالليل حيث يقوم يتهجد ويناجي ربه سبحانه . ولما حضرت معاذ بن جبل رضي الله عنه الوفاة بكى ، واشتد بكاؤه ، فقيل له : ما يبكيك رحمك الله ؟ إن الله غفور رحيم ؟ فقال: "أما والله ما تركت بعدي شيئا أبكي عليه ، وما أبكي من دنياكم إلا على ثلاث : الظمأُ في يوم هاجرة بعيد ما بين الطرفين . أو ليلة يبيت الرجل فيها يراوح ما بين جبهته وقدميه .أو غدوة أو روحة في سبيل الله "واحتضر رجل من الصالحين،فجزع جزعا شديدا ،وبكى بكاءً كثيرا ، فقيل له في ذلك فقال :"ما أبكي إلا على أن يصوم الصائمون لله ولستُ فيهم ، ويصلي له المصلون ولستُ فيهم ، ويذكره الذاكرون ولستُ فيهم ، فذاك الذي أبكاني".سبحان الله انظروا الفرق بينهم وبيننا ! أتعرفون لماذا ؟ لأنهم ذاقوا لذة الإيمان والعمل الصالح . .وأما نحن فانغمسنا في الدنيا وآثرناها على الآخرة ! قال بعض السلف : إن في الدنيا لجنَّةٌ من لم يدخلها لم يدخل جنَّة الآخرة ! قيل : وما هي ؟ قال : جنَّة العلم والعمل الصالح ! وقال آخر : لو علم الملوك بعض ما نحن فيه من النعيم لجالدونا عليه بالسيوف وقال ثالث : إنه ليمر بالقلب أوقات أقول : إن كان أهل الجنة في مثلها إنهم لفي عيش طيب .
أيها المسلمون : إن هناك مظاهر غريبة وأحداثاً خطيرة ووقائع كثيرة ، تبين مدى توتر العلاقات الاجتماعية بين الناس ، حتى بين أبناء الأسرة الواحدة ، والرحم والقرابة ، ولعلها من إفرازات ضعف الإخاء الإسلامي ،بين أهل الإسلام ، بين ذوي القربى وأهل الأسرة الواحدة ، فيؤلمك ماآل إليه أمر كثير من الناس ،من التفكك الاجتماعي الرهيب ،حتى حصلت النزاعات، ونشبت الخصومات، ورفعت الدعاوي ،وكثرة الشكاوي ، من أجل خلافات يسيرة ،حول شيء حقير من حطام الدنيا الفانية ، وتعجب من بيوت وأسر عصفت بها الخلافات،فتقاطع الأبناء والآباء ، قاطع الأبناء آبائهم ،وأهمل الآباء أبناءهم وهجر الأخ أخاه ، وطلق الرجل زوجته ،وتقاطعوا ، بل إن الأمر الأخطر أيها المسلمون لا سيما إذا كان بين القرابة والأرحام، وإن الله عز وجل يقول ) فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ( محمد 23:22 كفى يا عباد الله تشاحناً وهجراً، حذاري أن ينجح الشيطان في التحريش بينكم اصطلحوا أيها المتشاحنون ،وتواصلوا أيها المتقاطعون 0) وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا (آل عمران:103
فيا أيها المتشاحنون : العيد فرصة لتحسين العلاقات وتسوية النزاعات وجمع الشمل ورأب الصدع وقطع العداوات المستشرية .ورحم الله من أعان على إعادة مياه المودة إلى مجاريها اجعل هدية العيد لهذا العام عفواً وصفحاً وغفرانا ) وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ( التغابن:14 ففي العيد يتواصل حبل، المودة والتواصل 0 وكان النبي r يحي ليالي الأعياد بالعبادة ويحي أيامها بالتهليل والتكبير ، وبذل الصدقات فلنرسم خطاه ، ولنتشبه في سلوكه في دينه ودنياه ، إن التشبه بالكرام فلاح 0
أيها المسلمون :إن في مجتمعكم فئة غالية علينا ابتلاها الله بالمرض فلم يشهدوا صلاة العيد فزُوروهُم وادْعُوا لهم بالشفاءِ العاجِل قال رسولُ اللهِ r: (مَنْ عَادَ مَرِيضًا أَوْ زَارَ أَخًا لَهُ فِى اللَّهِ نَادَاهُ مُنَادٍ أَنْ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ وَتَبَوَّأْتَ مِنَ الْجَنَّةِ مَنْزِلاً) رواه الترمذي،فقلوبَهم متطلعةٌ للزيارة،ولا تنسوا موتانا من الدعاءِ والاستغفارِ والصدقةِ، فقد انقطع عملُهم إلا ماتمدونهم به من الدعاءٍ .
الله أكبر! الله أكبر! لا إله إلا الله! الله أكبر! الله أكبر ولله الحمد!
أيتها المرأة المسلمة: وتمشيًا مع سنة المصطفى rفي تخصيص موعظة للنساء فإني أقول لأخواتي المسلمات: إن من شكر الله تعالى في حقِكُن أن تلتزمن بآداب الإسلام وأن تجبن نداء الله حيث قال )وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ (الأحزاب : 33 إنها آية عظيمة جامعة , لو تأملتها المرأة وعملت بها لحازت خير الدنيا والآخرة وأطِعن أزواجكن بالمعروف واحفظن أعراضكن والتزمن بالحجاب الشرعي بحشمة وعفة ، فاتقين الله عز وجل في أنفسكن، أطعن الله ورسوله، ، كنَّ من الصالحات القانتات0 فالمرأة المسلمة قد أحاطها الإسلام بسياج منيع ، وسد بديع ، أوامر ونواهي،ومطالب ومناهي ، حفظ لها كرامتها ، وصان عرضها ، وأعطاها كامل حقوقها ، بعد أن كانت جزءاً من الأثاث ، وتركة من الميراث ، هكذا هي المرأة في الإسلام ، عزيزة أبية ، شامخة علية ، كفل لها الإسلام مهرها وإرثها ، ومنع ظلمها ، وحرم عضلها فباتت المرأة في أعلى مكانة ، وتسنمت أرفع منزلة ، وسميت باسمها في القرآن سورة ، سورة النساء ، تعظيماً لها وتشريفاً ، واحتراماً لها وتقديراً ،انتي الدرة الثمينة والجوهرة الغالية ،التي أُمرنا بالحفاظ عليها ،وصونها من ان تمتد إليها أيد آثمة، او حتى عيون خائنة ،وأعلمي أن سماسرة الأعراض والشرف والفضيلة استهدفوك أنتي لتكوني الهدف الذي إليه تصوب سهامهم المسمومة الصدئة، وأبرموا أمراً ، ومكروا مكراً كباراً ،علواً واستكباراً ، تذكري يا أختي المسلمة انك انتي فتاة اليوم أما غدا فأنت الزوجة وألام الحاضنة ، انتي معهد الرجال ومنبت الأبطال وأم العظماء، ومدرسة القادة الأفذاذ ،وأساس البناء ونواة المجتمع ، بصلاحك يصلح المجتمع ، وبانحرافك لا قدر الله ينهار كيان المجتمع ،وتتصدع أركانه لانك أنتي أساس البناء وعموده. وتذكري انهم في الطريق كثيرون ممن يقفون على قارعتها ،يلوحون لك بالموضة ،وبالأزياء ، وبالتحرر ، وبالحب ، والجمال والفن والزينة وبكل ما يغري الأنوثة من أسماء وكلمات وهي ليست إلا شراكا خبيثة ومصائد قاتلة تخدش حياءك وتنال من كرامتك 0فلا يغرنك أيتها المرأة المسلمة ما تشاهدين من مشاهد العري والسفور،ومناظر العهر والفجور ،حركات ماجنة ،وكلمات محرمة ،عبر الفضائيات ،وصفحات المجلات ،فما هو إلا غزو فكري وعقدي ،لإخراجك من بيتك الشامخ الشديد ، وقصرك المشيد ،وإنه على الأعداء لبعيد ، فإياك أن تنخدعي ، وتذهبي وراء سراب خادع ، وشيطان مخادع ،وخاصة أنك تعيشين اليوم في زمان غير الزمان الذي عاش فيه أبوك وأمك 0لا بل ان سرعة انتشار التقنيات جعلك تعيشين في زمان لم يعشه من سبقوك من إخوتك ممن هم اكبر منك عمرا .انك تعيشين اليوم في عالم الفضائيات والهواتف النقالة وما إلى ذلك من تقنيات أصبحت في متناول أيدي جميع الخلق ، وهي كالسكين يمكن ان تجرح وتؤذي إذا لم نحسن استعمالها. نعم أيتها المرأة المسلمة انك في هذا البلاد لقد صمدت كثيراً ،ودافعت التغريب طويلاً , فأنت آخر حصن بعدُ لم يسقط ولن يسقط بإذن الله . لقد ضاق العلمانيون المنافقون بك ذرعاً فصاروا يحيكون المؤامرات لك ليلاً ونهاراً .فصموداً . وصبراً وثباتاً. واستعلاءً على كيد الشيطان وحزبه) إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً( النساء: 76 )وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً (آل عمران:120 وأخيرًا أذكرك بهذه الوصفة المحمّدية التي تدلّك على طريق الجنة السهلة0 فعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: قال النبي r: ((إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها: ادخلي من أي أبواب الجنة شئت)). ولقد اصطفاكن الله بهذا الفضل دون الرجال.فاشكري الله على هذا الفضل العظيم واتقيه لتلاقي ربك بقلب سليم يوم لاينفع مال ولابنون 0لقد جاء ياأختي المسلمة في موعظتي لاكما أريد ولكنه انفعال من يريد الإصلاح مااستطاع )ِ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (هود:88
أيها المسلمون والمسلمات :إن العمل الصالح لن ينقطع بانقضاء رمضان , بل لا نزال نتعبد لربنا سبحانه بالصلاة والقرآن والصيام والصدقة وغير ذلك، حتى نلقاه وهو راض عنا . وان مِن مظاهرِ الإحسانِ بعدَ رمضان استدامةُ العبدِ على المنهج المستقيم ومداومة الطّاعة وإتباع الحسنةِ الحسنة، ‏فذلك من قَبول الطاعات،فاحرصوا على أن لا يكون حضكم من الصيام شهر رمضان فأتبعوه إتباعاً لسنه النبي r بست من شوال ؛ فإن من فعل ذلك فقد بشر النبي r بأنه كأنما صام الدهر كله، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله r‏قال: (من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر) فما أحرانا وما أجدرنا أن نحرص على ذلك وأن نواظب عليه0 ويجوز لمن أراد صيامَ ستة أيام من شوال أن يتابعها أو يفرقها في الشهر، من أول الشهر أو من آخره , والأفضل أن تكون متتابعة وتكون مباشرة بعد يوم العيد , يعني يبدأ الصيام من يوم غدٍ ولا بأس في ذلك كله بحمد الله.واشكروا ربكم على تمام فرضكم، وابتهجوا بعيدكم بالبقاء على العهد وإتباع الحسنة بالحسنة، وإياكم والمجاهرة في الأعياد بقبيح الفعال والآثام، فذلك ماحق للنعم، يقول أحد السلف: "كل يوم لا يُعصى الله فيه فهو عيد، وكل يوم يقطعه المؤمن في طاعة مولاه وذكره وشكره فهو عيد 0واعلموا أن جماع ما أمر الله به عباده في قوله )إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ( النحل: 90
الله أكبر! الله أكبر! لا إله إلا الله! الله أكبر! الله أكبر ولله الحمد!
أيها المسلمون :إن يوم عيدكم هذا وقع في عيد الأسبوع وهو يوم الجمعة ، فمن صلى العيد فاكتفى بها وصلى الظهر جاز له ذلك ، إلا إمام الجمعة فإنه يجب عليه أن يُقيم صلاة الجمعة ويُصليها ، فقد فعل ذلك نبيكم محمد r لما اجتمعاً عيدين في يوم واحد ، فصلى العيد ثم رخص في الجمعة ، ثم قال (من شاء أن يصلي فليصل ) .فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله r قال ( قد اجتمع في يومكم هذا عيدان ، فما شاء أجزئه من الجمعة ، وإنا مجمعون ) .
الله أكبر! الله أكبر! لا إله إلا الله! الله أكبر! الله أكبر ولله الحمد!
أعاد الله علينا وعليكم من بركات هذا العيد السعيد، وحشرنا وإياكم في زمرة أهل الفضل والمزيد، اللهم إنا نسألك رحمة تهدي بها قلوبنا، وتجمع بها أمرنا، وتعصمنا بها من كل سوء، وتوفقنا للقيام بكل ما فرضت علينا، من صلاة وزكاة وصيام وحج وجهاد، اللهم فكما بلغتنا شهر الصيام والقيام، اجعل عامه من أبرك الأعوام، وأيامه من أسعد الأيام، ومغفرة لنا بمحو الذنوب والآثام، هذا وصلوا وسلموا على النبي المصطفى كما أمركم ربكم جل وعلا في قوله) إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً (الأحزاب : 56 ، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين وأرض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الصحابة أجمعين وعنا معهم بعفوك ومنك يا أكرم الأكرمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين يا رب العالمين ، اللهم اهلك اليهود ومن والاهم اللهم لا ترفع لهم راية واجعلهم لمن خلفهم آية واجعلهم غنيمة للمسلمين ، اللهم انصر إخواننا المجاهدين في كل مكان عامة وفي فلسطين والعراق خاصة وكن لهم ناصراً ومعيناً ، اللهم آمنا في دورنا وأصلح ولاة أمورنا واحفظ ولي أمرنا واجعل عمله في رضاك ، اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويهدي فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر يا سميع الدعاء ، اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا ، اللهم اجعلنا في شهر رمضان من الفائزين ، اللهم لا تحرمنا فضلك ، أنت إلهنا فمن ينصرنا غيرك لا إله لنا سواك اللهم وفقنا لمراضيك، واجعل مستقبل حالنا خير من ماضيه ، اللهم لا تدع لنا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته ، ولا كرباً إلا كشفته ،ولا مبتلى إلا عافيته ،ولا حقاً إلا استخلصته ، ولا غائباً إلا بالخير رددته ،ولا عاصياً إلا هديته ولا حاسداً إلا خيبته ، ولا عدوا إلا صرفته ، ولا سعراً إلا أرخصته ، ولا خوفاً إلا أزلته ، آمين يا رب العالمين ،اللهم اجمع كلمة المسلمين على الهدى ،وألف بين قلوبهم على البر والتقوى ، اللهم طهر قلوبنا من الحقد والحسد والبغضاء ، اللهم اجعلنا أخوة متحابين حتى نلقاك، وأظلنا بظلك يوم لا ضل إلا ظلك ، اللهم أصلح شأن المسلمين في الأمور كلها ، وتجاوز عنا وعنهم سيئ أعمالنا ، اللهم إنا نعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق ، اللهم زينا بزينة الإيمان ،وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، ولا تطردنا عن رحمتك يا صاحب الإحسان، واجعلنا ممن ورثة الفردوس يا من إذا أراد شيئاً قال له كن فكان ، اللهم اغفر لأموات المسلمين ،وأعنا على ما أعنتهم عليه وثبتنا عند السؤال، وآمنا يوم الفزع والأهوال ، واعصمنا من شر الفتن ،ما ظهر منها وما بطن يا ذا الجلال والإكرام، اللهم أعد علينا هذا العيد أعياداً عديدة وأعوام مديدة ، اللهم أغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين ، )رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ( البقرة:201 )رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الكَافِرِينَ ( البقرة:286
عباد الله :قوموا إلى بعضكم وتصافحوا وتزاوروا وشكروا الله الذي وفقكم لإتمام صيام رمضان وقيامه )سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ* وَسَلَامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ * وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ( الصَّفات:180-183