الإسلام اليوم/ القاهرة
أكّد قيادي بالجماعة الإسلامية في مصر، أنّ الثورة الشعبية أنهت إقصاء الإسلاميين، بعدما كان يتم عزلهم عن المجتمع بفعل مواقف النظام السابق ضدها، متعهدًا في الوقت نفسه بالحرص على تولي السلطة دون السعي إليها، والتركيز على العمل الدعوي.
وقال الدكتور ناجح إبراهيم، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، في جلسة "القوى السياسية والأحزاب.. إلى أين تتجه؟" بمؤتمر "مصر تتغير"، والذي تقيمه مكتبة الإسكندرية: إنّ ثورة 25 يناير الّتي أسقطت نظام مبارك، وأنهت سيطرة الحزب الوطني على الحياة السياسية والاقتصادية، ستساهم أيضًا في القضاء على التهميش والإقصاء لجميع التيارات، ومنهم الإسلاميين، "وهو الإقصاء الذي تمت ممارسته بقوة، خاصة عقب ظهور تيار التوريث".
وأكّد إبراهيم أنّ الإسلاميين لحق بهم في عهد الرئيس السابق الكثير من التنكيل والاعتقال دون توجيه تهم ودون محاكمة، و"منا من تعرض لمحاكمات عسكرية، إضافة إلى تشويه صورتنا، وهو ما تغير عقب الثورة، حيث كان يحمي الإسلاميون في ذروة الانفلات الأمني الكنائس، مما يؤكد أنهم لا يريدون سوءًا بالأقباط كما كان يصور النظام السابق".
وأضاف أنّ الفتنة التي كان يروج لها النظام نتجت بالأساس عن الانسداد السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي كان سائدًا. لافتًا إلى أنّ الجماعة الإسلامية كانت قد تخلت عن العنف منذ عام 1997 نتيجة للمراجعات التي قامت بها، وبذلت الكثير من التضحيات في مواجهة الاستبداد.
وتعهد بعدم سعي الجماعة للحكم، "سوى الحرص على العمل الدعوي بالأساس، ولذلك ننادي بالدولة المدنية، والّتي يختار فيها الناس الحاكم الذي يمثلهم، والتي تكون فيها الأمة هي مصدر السلطات".
وقال: إنّ هذا لا يمنع أن يكون للدولة خلفية ضمن حالة مصر بالحضارة الإسلامية، مشددًا على أنّ الإسلاميين لا يخشون الحرية لأنّه في ظلها ينتعش الفكر الإسلامي.
وعارض د. إبراهيم، دعوات بعض المشاركين في المؤتمر المطالبة للجماعة الإسلامية بإعلان موقفهم الصريح من ترشح النصارى للرئاسة، قائلاً: إنّ الدستور يسمح لأي مصري بالترشح للمنصب.
ووصف عبد الرحمن يوسف، العضو البارز بالجمعية الوطنية للتغيير، دور الأحزاب خلال الثورة بأنّه كان سلبيًا يسير في فلك النظام السابق، كما أنّ دور منظمات المجتمع المدني خلال الفترة الماضية كان غامضًا، إنْ لم يكن خادمًا للسياسات التي كانت سائدة سابقًا.
وحذَّر عبد الرحمن يوسف أيضًا من الأخطار الّتي تتهدد الثورة، سواء الداخلية من فلول النظام السابق، أو شديدة الداخلية في قلب الثورة نفسها، مثل كثرة الانقسامات والمطامع، أو الأخطار الخارجية التي تأتي أساسًا من أهمية مصر ودورها المحوري في المنطقة والعالم.
من جانبه، استنكر عصام شيحة، عضو الهيئة العليا بحزب الوفد، الهجوم الشديد الذي تتعرض له الأحزاب التي كانت قائمة في عهد النظام السابق، قائلاً إنّها تتعرض لظلم شديد، ولكنه أقرَّ أيضًا بضعف تلك الأحزاب، مُرجعًا ذلك إلى المناخ العام الذي تواجدت به، وقانون الطوارئ وحالة الحصار التي كانت تواجه بها من قبل النظام السابق، أو بسبب ظروف نشأتها ذاتها.
وأكّد شيحة أنّ ثورة 25 يناير أسهمت في تغيير وضع الأحزاب، حيث انتقل مناخ "التحرير" إلى كافة الأحزاب التي تود لعب دور خلال المرحلة المقبلة، والتي تشهد إعادة بناء وتقييم.