نفت مصر -وفق بيان لوزارة الخارجية- مشاركة مواطنين مصريين في المظاهرات الجارية في ليبيا مثلما أكد سيف الإسلام القذافي منذ أيام، ووصفت تلك التهم بالسخيفة، وحملت الحكومة الليبية مسؤولية الحفاظ على أمن وسلامة المصريين وممتلكاتهم في ليبيا.
وجاء هذا الموقف على لسان وزير خارجية مصر، أحمد أبو الغيط عقب لقاء جمعه اليوم بنظيرته الأوروبية كاترين أشتون في القاهرة، حيث بحثا مسار الأحداث في مصر عقب نجاح الثورة الشعبية الأخيرة والدعم الذي يمكن أن يقدمه الاتحاد الأوروبي والمجموعة الدولية لمصر سياسيا واقتصاديا.
وكشف أبو الغيط أن هناك حوالي مليون و500 ألف مصري في ليبيا، ونصحهم بالبقاء في منازلهم وعدم الخروج، مشيرا إلى أن الدولة المصرية تعمل على مستوى العديد من الوزارات لتأمين عودتهم إلى بلادهم.
وأشار إلى أن وزارة الخارجية المصرية تقوم بتكليف شركة مصر للطيران بالتنسيق مع وزارة الطيران المدني ومع الحكومة المصرية على زيادة عدد الرحلات اليومية إلى 4 رحلات ابتداء من اليوم.
ولكن الوزير المصري أوضح أن المشكلة الرئيسية التي تواجههم هي في كيفية الحصول على تصاريح الهبوط في ليبيا، مشيرا إلى أن رد فعل الجانب الليبي غير واضح حتى الآن.
وكشف أن ممرات الهبوط في مطار بنغازي بشرق ليبيا قد دمرت، ويتعذر على طائرات مصر للطيران الهبوط فيه، ناصحا المواطنين المصريين بعدم الذهاب إلى مطار طرابلس والاتصال بالسفارة المصرية في طرابلس.
وشبه أبو الغيط الأمر بما حدث بعد غزو العراق للكويت في 1991 وعبر عن أمله بألا يكون هناك لهث وخروج عاجل من قبل المصريين.
محادثات
من جهة أخرى، بحث وزير خارجية مصر مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى كاترين أشتون التطورات المصرية السياسية والاقتصادية بعد نجاح ثورة 25 يناير، والخطوات القادمة للسلطات المصرية.
كما تطرق أبو الغيط وأشتون لكيفية مساهمة الاتحاد الأوروبى والقوى الدولية الأخرى في تعزيز الاقتصاد المصري. وأوضح أبو الغيط أنه أخبر نظيرته الأوروبية بحاجة مصر إلى هذا الدعم وأنها أعربت عن تفهمها.
من جانبها أعلنت أشتون -وفق بيان الخارجية المصرية- أنها بحثت مع أبو الغيط كيفية مساعدة مصر في المستقبل لتحقيق الديمقراطية وتحقيق متطلباتها الاقتصادية، وشددت على أن الاتحاد الأوروبى يساند مصر، ولكن على المصريين ان يحددوا مستقبلهم واحتياجاتهم.
وقالت إن الاتحاد الأوروبى سيرد فورا على أي طلب من الجانب المصري، مشيرة إلى أنها أرادت زيارة مصر للتأكيد على مساندة دول الاتحاد الأوروبى الـ27 للشعب المصري.
وردا على سؤال بخصوص خطط الاتحاد الأوروبي لمساعدة مصر اقتصاديا وسياسيا، قالت أشتون "هناك أهمية للاستمرار فى تنمية الاستثمارات الخارجية المباشرة في مصر وإعطاء القدرة للمجتمع الدولي لمساندة هذه العملية".
وكشفت أنه سيتم دعم بنك الاستثمار الأوروبي الذي يقدم 488 مليون يورو لدعم مشاريع البنية الأساسية والاستثمارات في مصر إذا كانت ترغب في ذلك.