كشفت صحيفة بريطانية النقاب عن أن خطاب الرئيس المصري حسني مبارك الذي رفض فيه التنحي وفوض صلاحياته لنائبه عمر سليمان ووصفته بأنه مخيب لآمال الشعب، سبب إحراجًا كبيرًا للجيش ووضع البلاد في حالة خطرة.
وفي عددها الصادر اليوم الجمعة نشرت صحيفة "الجارديان" مقالا تحليليًا عن الأزمة في مصر رأى فيه الكاتب "إيان بلاك" أن رفض مبارك التنحي في خطابه سبب إحراجا للجيش ووضع البلاد في حالة خطرة، مشيرا إلى أن "الانتفاضة الشعبية" مرشحة لتصعيد كبير، بما في ذلك احتمال حدوث تدخل مباشر من الجيش.وكانت توقعات الغالبية في مصر تصب في إتجاه تنحي مبارك، خاصة بعد تصريح قيادة بارزة في الجيش للمحتجين بأن جميع مطالبهم ستلبى وأنهم سيسمعون أخبارا تسعدهم، كما ساعد على ذلك بيان الجيش رقم واحد، والذي تحدث عن حماية تطلعات الشعب المصري.
ونسب التحليل للكاتب الأكاديمي المصري في جامعة اكستر البريطانية، عمر عاشور، قوله إن :"ما يحدث ربما يعكس صراعا داخل النظام، وأن فصيل مبارك انتصر في النهاية"
وأضاف عاشور أن مبارك ربما يسعى إلى التشبث بالسلطة بغض النظر عن وجهة نظر الجيش، وهذا لا شك يسبب إحراجا للمؤسسة العسكرية.
ونقلت الصحيفة رد فعل الشباب في ميدان التحرير بعد إلقاء مبارك لخطابه، حيث ظهر شباب غاضب بعضهم يحمل أحذية في الهواء معبرين عن رفضهم لقرار مبارك تفويض اختصاصاته لنائبه عمر سليمان بدلا من التنحي.
وقالت الصحيفة إن خطاب مبارك حطم آمال مئات الألوف من المصريين بعد أن رفض التنحي عن السلطة، رغم أن تخلي مبارك عن سلطاته لصالح نائبه يمثل تنازلا كبيرا لم يكن أحد يتخيله قبل شهر واحد، فإنه جاء دون مطالب المحتجين الغاضبين الذين تعهدوا بتوسيع دائرة احتجاجهم بحسب ما جاء في الصحيفة.