التكافل الاجتماعي
مراد بن أحمد القدسي
ملخص المادة العلمية
1- معنى التكافل. 2- أدلة التكافل. 3- صور في التكافل. 4- هدي الرسول وأصحابه في هذا الباب. 5- فضل التكافل والصدقة.
معنى التكافل:
لغة: من مادة كفل أو كفِل، والكفل: بمعنى الضعف والنصيب. يؤتكم كفلين، ويكن له كفل منها.
كَفَل: بمعنى الرقيب وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً.
العائل: يكفل مريم .
اصطلاحا: أن يتضامن المسلمون أفرادا وجماعات على رعاية الفقراء والمحتاجين ودفع الضرر عنهم بدافع من العقيدة التي بينهم.
أدلة على التكافل:
واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم.
ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله والملائكة والكتاب والنبيين وآت المال على حبه، وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنسس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله اليك.
روى مسلم عن جرير: كنا عند رسول الله في صدر النهار فجاء قوم حفاة عراة مجتابي النمار أو العباء متقلدي السيوف عامتهم من مضر بل كلهم من مضر، فتمعر وجه رسول الله لما رأى بهم الفاقة فدخل ثم خرج فأمر بلالا فأذن وصلى ثم خطب فقال: يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدةإلى آخر الآية: إن الله كان عليكم رقيباً والآية التي في الحشر: اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد.((تصدق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بره، من صاع تمره حتى قال: ولو بشق تمرة.))
روى النعمان بن بشير عنه أنه قال: ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)) [رواه مسلم].
روى مسلم عن أبي سعيد: ((من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له)).
كيفيته:
رعاية الأطفال:
وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف.
روى البخاري ومسلم عن سعد أنه لما أراد أن يتصدق بثلثي ماله فلم يأذن له رسول الله فأستأذنه بالشطر فلم يأذن ، ثم قال سعد: والثلث: يا رسول الله قال: ((الثلث، والثلث كثير، إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس)).
كفالة الأيتام:
فأما اليتيم فلا تقهر، فذلك الذي يدع اليتيم.
روى البخاري عن سهل مرفوعاً: ((أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا))، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما.
رعاية الأرامل والمساكين:
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة: ((الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله)) وفي رواية: ((وأحسبه قال: وكالقائم الذي لا يفتر، وكالصائم الذي لا يفطر)).
رعاية المنكوبين:
روى البخاري ومسلم عن ابن عمر: ((المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة)).
هدى الصحابة والرسول:
في حديث البخاري عن أبي هريرة: ((لو كان لي مثل أحد ذهبا ما يسرني أن لا يمر علي ثلاث وعندي منه شيء إلا شيء أرصده لدين)).
روى البخاري عن ابن عباس: (لرسول الله أجود ما يكون وأجود ما يكون في رمضان).
أبو بكر: تصدق بخمسين ألف درهم، وجهز جيش العسرة.
ابن عوف تصدق بأكثر ماله.
زينب: تصدقت مائة ألف دينار في يوم واحد.
عائشة: لم تبق لها ما تفطر به عندما أعطاها معاوية 4000 درهم.
عثمان: مر علي الخيار بن أبي أوفى واعطى له ولعياله.
الأشعريون: روى مسلم والبخاري عن أبي موسىأن النبي قال ((إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية، فهم مني وأنا منهم)).
فضل التكافل:
روى البخاري ومسلم: ((ما من يوم يصبح فيه العباد إلا مكان ينزلان يقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا)).
((أنفق يا بلال ولا تخشَ من ذي العرش إقلالا)).
روى أحمد والطبراني عن عائشة: ((إن الله ليربى لأحدكم التمرة واللقمة كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله حتى تكون مثل أحد)).
((الأكثرون هم الأسفلون يوم القيامة إلا من قال بالمال هكذا وهكذا، وكسبه من طيب)).
عن ابن المبارك عن عكرمة مرسلا: ((تصدقوا ولو بتمرة فإنها تسد من الجائع وتطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار)).
روى الترمذي عن أنس: ((صدقة السر تطفئ غضب الرب)).
روى أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة والحاكم عن قيس بن أبي غرزة : ((يا معشر التجار إن هذا البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة)).
روى أحمد والترمذي وابن ماجة والطبراني عن زيد بن خالد: ((من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا)).